“أُعلِم البابا بوفاة جان فانييه مؤسِّس جماعة “لارش”، وهو يصلّي على نيّته وعلى نيّة الجماعة كاملة”: هذا ما أشار إليه مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أليساندرو جيسوتي في تغريدة نشرها البارحة في 7 أيار، بناء على ما كتبته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
وقد أتت هذه التغريدة بعد تغريدة “لارش” التي ورد فيها: “بحزن كبير، نعلن لكم وفاة جان فانييه الذي انتقل بسلام اليوم الثلاثاء 7 أيار الساعة 2:10 في باريس، مُحاطاً ببعض الأقرباء”.
توفّي جان فانييه الكنديّ الأصل عن تسعين عاماً في دار جان غارنييه في باريس، بعد أن كان يخضع خلال الأيّام الأخيرة للعناية الملطّفة، إثر تدهور صحّته بسرعة.
أمّا فانييه فكان قد كتب منذ أيّام رسالته الأخيرة التي قال فيها: “أشعر أنّني بسلام عميق وأشعر بثقة. أجهل كيف سيكون مستقبلي، لكنّ الله طيّب. ومهما حصل، سيكون هذا للأفضل. أنا مسرور وأقول شكراً على كلّ شيء. من كلّ قلبي، إليكم حبّي لكلّ واحد منكم”.
من ناحيته، قال البابا فرنسيس للصحافيّين، ضمن المؤتمر الصحفيّ الذي عقده مساء البارحة على متن الطائرة التي أعادته من مقدونيا إلى روما، إنّه اتّصل بفانييه وكرّمه مطوّلاً: “كنتُ أعرف عن مرضه، واتّصلت به الأسبوع الماضي. لقد أصغى إليّ، لكنّه كان عاجزاً عن الكلام. أردتُ التعبير عن امتناني لشهادته، فهو رجل عرف كيف يقرأ المتطلّبات المسيحيّة انطلاقاً من سرّ الموت والصليب والمرض، وسرّ المُهمَّشين. لقد عمل لأجل مَن كانوا عرضة للحكم بالموت حتّى قبل أن يولدوا، وأمضى حياته بهذا الشكل. أشكره، وأشكر الله لأنّه أعطانا هذا الرجل العظيم وشهادته”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ “لارش” تضمّ أكثر من 1200 شخص معوّقاً ضمن 33 جماعة تُعرَف بأنّها مؤسّسات طبّية اجتماعيّة. أمّا اتّحاد “لارش” الدولي فهو موجود في 38 بلداً مع 154 جماعة منتشرة في القارّات الخمس.
كما وأسّس فانييه حركات أخرى متعدّدة، من أصلها حركة “إيمان ومشاركة” التي اقترحت رياضات روحيّة تجمع رجال الدين والعلمانيّين وأصحاب الإعاقات، وذلك عام 1968. وفي السنة نفسها، أُقيم حجّ لذوي الإعاقات، تكرّر عام 1971 في لورد، فكان حجّ “إيمان ونور”، وأعطى اسمه للجماعة التي نعرفها بهذا الاسم حاليّاً.