“إنّ اهتداء شاول على طريق دمشق، عندما دعاه الربّ، يشكّل “تغييرًا في صفحة تاريخ الخلاص” ويدلّ على الانفتاح إلى “الوثنييّن”، “الأمم”، “إلى غير اليهود”. إنه الباب المفتوح إلى شموليّة الكنيسة”. شدّد البابا على ذلك يوم أمس الجمعة أثناء القداس الإلهي من دار القديسة مارتا ذاكرًا المقطع من أعمال الرسل الذي ورد يوم أمس بحسب قراءات الطقس اللاتيني. هو يذكر خيار يسوع بتغيير حياة إنسان، الذي كان لا يزال يضطهد المسيحيين.
بقي رسول الأمم مكفوف البصر لمدّة ثلاثة أيّام في دمشق، من دون ماء أو غذاء، إلى أن أتى حننيا، الذي أرسله الربّ، ليعيد له البصر مانحًا إيّاه إمكانية بدء مسيرة الاهتداء والوعظ ممتلئًا من “الروح القدس”.
تناغم وحماس
كان بولس “رجلاً قويًا”، “مغرومًا بنقاء الشريعة”، إنما كان “صادقًا”، وبالرغم من أنه كان “مزاجيًا” إلاّ أنه كان يتحلّى “بالثبات”. وفسّر البابا: “لقد كان متناغمًا لأنّه قبل كلّ شيء كان رجلاً منفتحًا إلى الله. إن كان يضطهد المسيحيين، فلأنّه كان مقتنعًا أنّ الله أراده أن يقوم بذلك”. ربمّا كان سيء الطباع، إنما روحه لم تكن كذلك. كان بولس “منفتحًا إلى اقتراحات الله”. كان يخاطر ويسير قدمًا وهذه ميزة أخرى من طبعه وهي أنه كان إنسانًا مطيعًا وغير عنيد.
“أعمى، اقتيد إلى دمشق، حيث صام لمدّة ثلاثة أيّام وانتظر أن يخاطبه الربّ… كلّ هذه القناعات التي كان يتحلّى بها بقيت صامتة، بانتظار صوت الربّ: “ماذا عليّ أن أفعل، يا ربّ؟ وهناك، ذهب إلى دمشق، إلى مقابلة رجل مطيع آخر، أخذ يتعلّم على يده مثل الطفل واقتبل العماد أيضًا. ثم عادت له قواه وماذا فعل؟ صمت! ذهب إلى الجزيرة العربية ليصلّي، ولا أدري لكَم من الوقت، ربمّا لسنوات. الطاعة. الانفتاح إلى صوت الله والطاعة.
وركّز البابا عندما تحدّث عن طاعة راهبات القديس جوزيبيه كوتولنغو اللواتي يقضين حياتهنّ بين المهمّشين: “المثابرة. وهذه علامة من الكنيسة. أودّ أن أشكر اليوم، من خلالكنّ، العديد من الرجال والنساء، الذين يخاطرون بحياتهم، ويسيرون قدمًا ويبحثون عن دروب جديدة في حياة الكنيسة. يجب أن نغوص في الصلاة، وفي عمق الطاعة والقلب المنفتح إلى صوت الله. هكذا تتحقّق التغييرات الحقيقية في الكنيسة، مع أشخاص يعرفون كيف يكافحون في الأمور الصغيرة كما الكبيرة”.
ثمّ ختم البابا عظته يوم أمس آخذًا مثال بولس طالبًا من الله نعمة الطاعة إلى صوت الرب والتحلّي بقلب منفتح إليه وعدم الخوف من القيام بالأمور الصغيرة والكبيرة والمضيّ قدمًا بدون أن نهمل العناية بالأمور الصغيرة.