استخدم البابا فرنسيس أمام كهنة وموظّفي أبرشيته عبارات قويّة تدعو كلّ واحد إلى “النظر إلى داخله”. أوضح الأسقف أنّ الأمر لا يتعلّق بالترتيب والإصلاح بل يجب الذهاب إلى أبعد من ذلك وألاّ نخاف من عدم التوازن مشيرًا إلى أنّ “الإنجيل هو عقيدة غير متوازنة. فخذوا مثلاً التطويبات، هي تستحقّ جائزة نوبل في عدم التوازن”.
انتقد البابا مرّة جديدة رجال الدين وعبّر عن خوفه من أن تكون أبرشيّته التي تضمّ عددًا من الموظّفين أكبر من الفاتيكان أن تكون مبتعدة عن الله. “نحن ننظّم اجتماعات والكثير من الأمور والسينودسات، إنما لكي نعقد سينودسًا ما، نحن بحاجة إلى الروح القدس”.
أصغوا إلى صراخ الشعب
غالبًا ما لا نصغي إلى الناس “لأننا لم نعد نصغي من خلال قلبنا وأصبحنا أصمّاء عن صراخ المدينة” طلب البابا إذًا إعادة الخطاب الذي أدلى به في فلورنسا (أثناء المؤتمر الكنسي لكنيسة إيطاليا في 10 تشرين الثاني 2015)، الذي، مع فرح الإنجيل، يعبّر عن خطة الكنيسة لروما وإيطاليا.
خطة مبنية على عنصرين: التواضع وعدم الاهتمام بالمصالح الشخصية
التواضع: عندما يريد الربّ أن يهدي كنيسته، هو يأخذ من هم الأصغر ويضعهم في الوسط، داعيًا كلّ واحد إلى أن يصبح صغيرًا ومتواضعًا كما فعل هو.
أما عدم الاهتمام بالمصالح الشخصية فهو شرط أساسي للاهتمام بالآخر والإصغاء إليه بحقّ. “تذكّروا أنّ الراعي الصالح ترك 99 خروفًا بأمان ليبحث عن الخروف الضال. ونحن عوض أن نقوم بذلك، نصبح مهووسين في كثير من الأحيان ببعض الخراف التي بقيت داخل السياج. نمضي وقتنا بتمشيط الخراف القليلة الموجودة معنا”. على العكس، كلّ شيء يستحقّ أن يُترَك ويُضَحَّى به من أجل خير الرسالة”.