هذا العمل الإنسانيّ ليس تافهاً وقد أحدث ضجّة كبيرة: الكاردينال البولنديّ كونراد كراجوسكي، المسؤول عن صَدَقات البابا، أعاد تشغيل ساعات الكهرباء في مبنى في روما يسكنه حوالى 400 شخص “يواجهون صعوبات في العيش”، مِن أصلهم 98 ولداً.
في التفاصيل، بناء على ما ورد في مقال أعدّته الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، كان كراجوسكي عائداً مِن مخيّم للّاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانيّة، حيث ذهب للتعبير عن تضامن البابا فرنسيس مع المهاجرين، عندما تمّ إعلامه بالوضع السيّىء الذي تعيشه تلك العائلات: منذ أيّام، كان المبنى محروماً من الكهرباء ومن المياه الساخنة، بما أنّ الشركة الإيطاليّة التي تمدّه بالطاقة “وجدت فيه مخالفات”.
لكن لدى رؤيته ضرورة التصرّف إنسانيّاً، أعاد كراجوسكي تشغيل ساعات الكهرباء، “مُدرِكاً بالكامل العواقب الممكنة، لكن مُقتنعاً بأنّه من الضروريّ أن يفعل ذلك لصالح العائلات”.
أمّا كلام كراجوسكي فقد أتى ضمن تصريح له لوكالة “أنسا” الإيطاليّة. وقال كراجوسكي أيضاً إنّه تصرّف جرّاء تفكيره “قبل كلّ شيء بالأولاد”، مُتحمّلاً مسؤوليّة عمله بالكامل ومُضيفاً: “سأدفع أيضاً الغرامة إن لزم الأمر… كان هناك 400 شخص بلا كهرباء، وحتّى بلا إمكانيّة لتشغيل البرّاد. لقد أعدتُ تشغيل ساعات الكهرباء ليبقى الأفراد على قيد الحياة”.
في السياق عينه، أشار الكاردينال إلى أنّه كان يعلم منذ فترة بالصعوبات الكبيرة التي يواجهها سكّان هذا المبنى مُضيفاً: “نحن نُرسل إلى المبنى سيّارات إسعاف وأطبّاء ومؤونة. نتكلّم هنا عن حياة بشريّة. وما هو مُنافٍ للعقل هو أنّنا
في قلب روما حيث هناك أشخاص كثر متروكون لوحدهم، بدون مكان يقصدونه أو وسيلة للعيش”، داعياً الجميع إلى التساؤل عن أسباب الوضع: “لمَ هم هنا؟ لأيّ سبب؟ وكيف يُعقَل أن تجد عائلات نفسها في وضع مماثل؟”
من ناحيته، قال أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين إنّ تصرّف الكاردينال كراجوسكي “أراد لفت النظر إلى مشكلة حقيقيّة، بما أنّ جيران سكّان المبنى كانوا يُحضرون لهم الشمع ليُنيروا بيوتهم”، داعياً إلى تخطّي الجدال “بهدف معالجة مشكلة تخصّ الراشدين والأولاد وكبار السنّ”.