كان مبتغى قلبها ان تشارك في كيانها الانساني، الألم مع المسيح الفادي، فنالت تلك الهدية، ووهب لها ان يجرح جبينها من جرح المحبة علامة مرئية على حب ريتا وامانتها المخلصة للرب المخلّص يسوع. ولكن، لماذا يرغب القديس ان يتألم؟ لماذا يركض نحو المشاركة في اوجاع ومعاناة الصليب؟ ألا يعد هذا ضربا من الجنون؟ نعم، أنه جنون، ولكنه من نوع آخر، جنون لا يشبه قط جنون العالم، اي الانانية المفرطة للذات، والحب الانطوائي والتعلق المفرط بالأشخاص أو محبة المال والسلطة…
ان جنون الصليب، هو منطق الحب المضحي، فمن يتبناه تسمو انسانيته بنعمة الروح القدس فيتحرر من التعلق بالارضيات ليدخل في دائرة الله اي في محبته في حركة عطائه اللامحدود، عطية ذاته الغير المشروطة، فالعطية الحقة تفضح دوما تشوهات الحب، عطية المحبة هي آية نبوية نجمة مضاءة في فضاءات تاريخ البشر سواء في تاريخهم الشخصي أو الجماعي أو الكنسي…
الا يقال أن القلوب العاشقة تتشابه مع بعضها البعض؟ نعم، انها تتشابه دوما وابدأ في الحب المضحي في النموذج الإلهي يسوع المسيح، رمزيتها الحسية هي المشاركة والتضامن…
وبالرغم من الاختلافات والتباينات في عيش حقيقة العطية، تسمع نبضات القلوب تتصاعد اناشيد الوله بالمحبوب الالهي من هياكل الروح – الانسان، نشيد العروس :” انا لحبيبي وأشواقه إلي”(نشيد ٧: ١١) … صحيح أن لغة القديسين لا تفهم، ولكن ان أردنا فهمها علينا أن نعيشها، كما هم جسدوا كلماتها في أجسادهم الضعيف، فغدوا قرابين تضحية حب.
فمن اراد ان يحب الله في عمق وجوده في كيانه ويختبر مجانية محبته- العطية، لا محال سيتحول بنعمة المحبة إلى فعل عطية حب مجانية، لا تعرف الا ان تحب، وترغب في الحب وتحيا من أجل الحب، وتقبل الألم باسم هذا الحب – يسوع المسيح فادي الإنسان.
ان ارادت ان تعرف القديسة ريتا كن لغتها أي اختبر حقيقة محبة يسوع المصلوب والقائم من الموت، من خلال عيش منطق وثقافة وقيم “العطية” يسوع المصلوب المحب للبضر.
ايتها القديسة ريتا صلي لأجلنا. آمين.
WIKIMEDIA COMMONS
لماذا يرغب القديس أن يتألّم؟
ايتها القديسة ريتا صلي لأجلنا