ولدت القديسة ريتا في قرية صغيرة إيطالية في أومبريا، في العام 1381، وأرادت أن تكرّس حياتها لله على عكس المشروع الذي أراده أهلها لها. تزوّجت من فرناندينو وأنجبت منه طفلين. عاشت حياتها كزوجة وأمّ مؤمنة ومصلّية إنما الصراعات التي سبّبتها الحرب كانت قاسية في إيطاليا في القرن الخامس عشر. قُتل فرناندينو بعد 18 عامًا من الحياة الزوجية التي في خلالها استطاعت القديسة ريتا أن تحوّله من رجل عنيف إلى شخص مسالم. وبعد سنوات عديدة، أُصيب ولداها بالطاعون.
بقيت القديسة ريتا وحدها، تحاول أن تصالح الطرفين المتنازعين، غافرة للقاتلين قبل أن تدخل إلى دير الراهبات الأغسطينيات في كاشيا. عاشت هناك حياة عميقة وحصلت على سمات الصليب على جبهتها. عند موتها، تضاعفت المعجزات على قبرها، وانتشرت عبادتها فأصبحت تدعى “شفيعة الأمور المستحيلة”.
أعلن البابا القديس يوحنا بولس الثاني ذلك في العام 2000 للمشاركين في الحج اليوبيلي لطالبي شفاعة القديسة ريتا. “كانت القديسة ريتا المرأة الأولى التي تمّ إعلان قداستها أثناء اليوبيل الكبير في بداية القرن العشرين، وذلك كان في 24 أيار 1900. عندما أعلن سلفي لاوون الثالث عشر قداستها، أشار إلى أنّها نالت حظوة عند الله لدرجة أنه أراد أن يختمها بفضل محبّتها وشغفها له عندما ظهرت على جبينها سمات الصليب. حصلت على هذا الامتياز نتيجة تواضعها الفريد، وتجرّدها الداخلي من الآلام الأرضيّة وتمتّعها بروح مميّزة من التوبة رافقتها كلّها في كلّ لحظة من حياتها”.