بعد شهر على الاعتداءات التي خلّفت 260 شهيداً يوم عيد الفصح في سريلانكا، توجّه الكاردينال فيلوني (عميد مجمع أنجلة الشعوب) إلى البلاد ضمن زيارة تدوم 3 أيّام، بحسب ما نقلته لنا الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت.
وقد ترأس الكاردينال هناك البارحة مراسم وضع حجر الأساس الذي يطبع بدايةَ إعادة بناء معبد القدّيس أنطونيوس الذي قضى عليه الاعتداء، والتقى السكّان هناك. كما وزار رئيس البلاد واجتمع بالأساقفة.
من ناحيته، قال رئيس لجنة العلمانيّة والمؤتمر الأسقفيّ المونسنيور نوربير أندرادي: “عبّر لنا الكاردينال فيلوني عن قُرب البابا فرنسيس منّا وتضامنه معنا، وهذا يُشكّل تشجيعاً مهمّاً لنا جميعاً. كما وأخبرنا عن اهتمام الأب الأقدس حيال المؤمنين الذين طالهم اعتداء الفصح. ونحن نشكر الكاردينال فيلوني على زيارته التي تُشكّل مصدر عزاء لنا وتُساعدنا على استعادة السير في الطريق وتخطّي الصدمة بنِعمة الله”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الكاردينال سيلتقي بين اليوم وغداً السكّان والعائلات التي طالتها المأساة، وسيزور مقبرة نيغومبو، ثمّ سيترأس مراسم وضع حجر الأساس لكنيسة المقبرة الجديدة، كما وسيجتمع بكهنة سريلانكا ورهبانها.
أمّا البابا فرنسيس فكان قد وجّه إلى مؤمني سريلانكا رسالة بالإنكليزيّة، عبّر فيها عن “مدى هَول الاعتداء ضدّ اسم الله القدّوس”، مُؤكِّداً أنّه يُصلّي على نيّة القلوب التي قسّاها الحقد كي تخضع لمشيئة الله، وكي يحلّ السلام والمصالحة بين الجميع”.
كما وعبّر الأب الأقدس مرّة أخرى عن “تضامنه العميق وصلواته المتواصِلة لكلّ مَن طالتهم الجرائم الرهيبة”، متمنّياً “العزاء للجميع والالتزام بتعزيز التناغم الاجتماعيّ والعدل والسلام”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ رسالة البابا قرأها رئيس أساقفة كولومبو خلال قدّاس الأحد الذي تلا الاعتداء والذي نُقِل عبر شاشات التلفزة، فيما كانت الكنائس ما زالت مُقفلة لأسباب أمنيّة.
أمّا المونسنيور برناردينو أوزا (السفير البابويّ والمراقب الدائم للكرسي الرسوليّ لدى الأمم المتّحدة) فقد أعلن في 3 أيار خلال احتفال تكريميّ لضحايا اعتداء أحد الفصح أنّ “تجاهل مبدأ معاداة المسيحيّة في الاعتداءات لن يوفي الضحايا ومَن بقوا على قيد الحياة وعائلاتهم حقّهم”.
وأضاف قائلاً: “ما حصل في سريلانكا أحد الفصح لم يحصل صدفة، إذ تمّ عمداً استهداف كنيستَين كاثوليكيّتَين وأخرى إنجيليّة خلال القداديس”.
وفي نهاية كلمته التي ألقاها، أشار أوزا إلى أنّه “مِن الضروريّ في مكافحة العنف أن يتمّ وصف الاعتداءات باسمها… لطالما شجب الجميع الاعتداءات الإرهابيّة، لكنّ الاعتداءات ضدّ المؤمنين خلال احتفالهم بطقوسهم هي الأكثر إخجالاً وجُبْناً ضدّ السلام، وهذا ما حصل في سريلانكا”.