يوم 21 أيار 2019 وفي جنيف، أُطلِقَت وثيقة جديدة مشتركة بين المجلس الحبريّ لأجل الحوار بين الأديان ومجلس الكنائس المسكونيّ، تحت عنوان “التثقيف على السلام في عالم متعدِّد الأديان: وجهة نظر مسيحيّة”، بحسب ما ورد في مقال أعدّته الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسيّ في زينيت. وقد تمّ عرض الوثيقة خلال مؤتمر “تعزيز السلام معاً”.
من ناحيته، شرح المونسنيور أيوسو غيكسو (أمين سرّ دائرة الفاتيكان) أنّ الوثيقة المذكورة “تعتمد على القناعة المشتركة بأنّ للثقافة دوراً مهمّاً، لا بل أساسيّاً في حلّ الصراعات والحؤول دون تكرارها، كما في شفاء الجروح وإحلال العدل ودعم الكرامة بالتساوي للجميع”.
وحدّد قائلاً: “مع أنّ هذه الوثيقة كتبها مسيحيّون وهي تستهدف المسيحيّين، على بناء السلام أن يشمل الجميع”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الوثيقة مقسومة إلى 3 أجزاء، يتضمّن الجزء الأوّل منها 7 أسباب تدعو المسيحيّين للالتزام في ثقافة السلام. أمّا القسم الثاني فيعرض حوالى 12 مجالاً واستراتيجيّة لأجل تثبيت السلام عبر الثقافة، من بينها الحقّ بتعليم مناسب، مع أخذ المسيح نموذجاً للأستاذ، بالإضافة إلى استخدام وسائل الإعلام في التثقيف على السلام؛ فيما القسم الثالث يقترح 10 توصيات للكنائس والمؤسّسات التعليميّة المسيحيّة والمنظّمات المسكونيّة.
في هذا السياق، توصي الوثيقة كاملة “بتشجيع المؤسّسات التعليميّة والوكالات الكنسيّة المسيحيّة، خاصّة تلك التي تقترح برامج دينيّة على الأولاد والشباب، والتي تُدخل عنصر التثقيف على السلام إلى تنشئتها الروحيّة والإنسانيّة، وتحثّ الحكومات على تطوير النماذج التعليميّة التي تُعزّز السلام وتمنحه الأولويّة، كما وتحثّ الجميع على الصلاة معاً لأجل السلام”.