في عظته التي ألقاها صباح اليوم من دار القدّيسة مارتا، تأمّل الأب الأقدس بدور الروح القدس، انطلاقاً مِن النصوص الليتورجيّة الخاصّة بهذا اليوم، قائلاً إنّ “مِن يُسمّيه يسوع “البارقليط” يعمل في النفوس ليُحافظ على شبابها ويمنحها السعادة”.
في التفاصيل التي أوردها القسم الفرنسيّ من موقع فاتيكان نيوز، ومع اقتراب عيد العنصرة، يحتلّ الروح القدس دائماً مكانة بارزة في النصوص. وفي إنجيل اليوم (بناء على الطقس اللاتينيّ)، هو ما وُعِد به التلاميذ الذين ملأ الحزن قلوبهم لمّا أعلن لهم المسيح عن صعوده إلى السماء. ويبدو أنّ يسوع يلومهم على ذلك، “لأنّ الحزن ليس تصرّفاً مسيحيّاً”. وقال البابا: “في حالة مماثلة، يمكن استلهام الروح القدس لكي يُحافظ فينا على شباب الروح المتجدّد”.
دعم في كلّ لحظة من الحياة
تابع البابا شرحه قائلاً: “المسيحيّ الحزين هو حزين مسيحيّ: وهذا خطأ… فالروح القدس يجعلنا قادرين على حمل صلبان حياتنا، كما شهد على الأمر القديس بولس ورفيقه سيلا اللذان كانا يُصلّيان من سِجنهما ويسبّحان الله (أع 16 : 25). إذاً، الروح القدس هو مَن يُرافقنا في الحياة ومَن يدعمنا. مِن هنا، اسمه “البارقليط” أي مَن يكون إلى جانب الإنسان لدعمه. وبفضله، يبقى المسيحيّ شاباً دائماً، خاصّة عندما يبدأ قلب المسيحيّ بالتقدّم في السنّ، وتبدأ رسالته كمسيحيّ بالتراجع. إمّا نكون شباباً بالروح والقلب، أو لا نكون مسيحيّين بالملء”.
لا تكونوا مسيحيّين متقاعِدين
وعاد البابا مرّة أخرى إلى المحنة التي احتملها بفرح بولس وسيلا، ثمّ شرح قائلاً: “هذا هو الشباب، شباب يجعلنا ننظر دائماً إلى الرجاء. لكن للتوصّل إلى هذا، يجب إقامة حوار يوميّ مع الروح القدس الذي هو دائماً إلى جانبنا. هذه هي الهبة الكبيرة التي تركها لنا يسوع، وهذا هو الدعم الذي يجعلنا نتقدّم إلى الأمام”.
ثمّ نصح الأب الأقدس المؤمنين بالتكلّم مع الروح القدس بهدف تجديد النفس وتقويتها قائلاً: “مع أنّنا خطأة، يساعدنا الروح القدس على التوبة والتقدّم، فيما الخطيئة على العكس تجعل كلّ شيء “عجوزاً”. إيّاكم والحزن الوثنيّ! في لحظات الصعوبة في حياتنا، نشعر أنّ الروح يساعدنا للتقدّم… ولتخطّي الصعوبات، حتّى صعوبة الموت شهادة!”
ثمّ ختم البابا عظته قائلاً: “فلنطلب من الله ألّا نفقد هذا الشباب المتجدّد وألّا نكون مسيحيّين مُتقاعِدين فقدوا الفرح وهم لا يقبلون بالتقدّم إلى الأمام. إنّ المسيحيّ لا يتقاعد أبداً، بل إنّ المسيحيّ يعيش لأنّه شاب، عندما يكون فعلاً شاباً”.