رفع الكرسي الرسولي الحصانة الدبلوماسيّة التي يتمتّع بها السفير البابويّ في فرنسا المونسنيور لويجي فنتورا، كما أعلن ذلك أليساندرو جيسوتي في بيان نُشر بعد ظهر الاثنين 8 تموز 2019، بناء على ما نقلته لنا الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
وقد أشار البيان إلى أنّه “جواباً عن أسئلة الصحافيّين، أعلن مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي: يمكنني التأـكيد على أنّ الكرسي الرسولي رفع الحصانة عن السفير البابوي في فرنسا عَمَلاً بأحكام اتّفاقيّة فيينا الصادرة بتاريخ 18 نيسان 1961 حول العلاقات الدبلوماسيّة، وذلك ضمن إطار الإجراء الجنائيّ الذي يطاله”.
كما وأشار جيسوتي إلى أنّ هذا “تدبير استثنائيّ يؤكّد على إرادة السفير بذاته منذ بداية القضيّة، خاصّة وأنّه يرغب في التعاون بالكامل مع السلطات القضائيّة الفرنسيّة المختصّة”.
لكن لماذا تطبيق هذا التدبير الآن؟ جواب البيان: “قبل اتّخاذ هذا القرار، انتظر الكرسي الرسولي نهاية المرحلة الأولية من الإجراء الذي شارك فيه المونسنيور فنتورا بكامل حريته، مع العِلم أنّ قرار الكرسي الرسوليّ نُقل إلى السلطات الفرنسيّة الأسبوع الماضي”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ النيابة العامة في باريس فتحت تحقيقاً “بسبب تعدّ جنسيّ”، إثر شكوى رفعها ماتيو دي لا سوشير (27 عاماً) ضدّ المونسنيور لويجي فنتورا الذي اتّهمه بلمسه مراراً خلال احتفال رسميّ حصل بتاريخ 17 كانون الثاني 2019. والمدّعي مسؤول عن ارتكاب اعتداءات أخرى كان ضحاياها قد تقدّموا بشكاوى بشأنها لدى بلديّة باريس.
في هذا السياق، أشار المشتكي إلى أنّه التقى في الفاتيكان الأسبوع الماضي، برفقة محاميه، الأب هانس زولنر اليسوعيّ الألمانيّ، وهو معالج نفسيّ ولاهوتيّ، كما وأنّه عضو في اللجنة الحبريّة لحماية القاصرين، ورئيس “مركز حماية الطفولة” التابع للجامعة الحبريّة الغريغوريّة. وحدّد ماتيو أنّه تمّ استقباله طوال نصف ساعة، فيما اتُّخذ قرار تقديم شكوى جديدة لدى المحاكم، مُكرِّراً أنّه عبّر عن رغبته في رفع الحصانة الدبلوماسيّة عن المونسنيور فنتورا؛ مع العِلم أنّ الكرسي الرسولي عَلِم بفتح التحقيق بحقّ السفير البابويّ في شباط الماضي، هو الذي يمثّله في باريس منذ 2009، وسيبلغ قريباً السنّ القانونيّة الكنسيّة (75 عاماً) ممّا يُجبره على تقديم استقالته في 9 كانون الأوّل المقبل.