بتاريخ 5 تموز 2019، نظّم مجلس الكنائس المسكونيّ “حواراً تاريخيّاً بين ديانتَي السيخ والمسيحيّة، ضمن إطار طَبَعته ضرورة إحلال سلام مستدام”، بحسب ما نشره موقع المجلس، وبناء على ما نقلته لنا الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
في التفاصيل، كان اللقاء يحمل عنوان “متابعة مساعي السلام في عالم يحمل صيغة الجمع”، لمناسبة الذكرى 550 لولادة الغورو ناناك، أوّل مُعلِّم في ديانة السيخ. وقد جمع اللقاء حوالى أربعين مسؤولاً دينيّاً وأشخاصاً جامعيّين وناشطين من الديانتَين، فيما مثّل الفاتيكان المونسنيور ميغل أنخل أيوسو غيكسو رئيس المجلس الحبريّ للحوار بين الأديان.
وقد علّق المجلس الحبريّ على الحدث قائلاً إنّ “الحوار كان يتركّز على مبدأ السلام الذي يلازم التقليدَين المسيحيّ والسيخ، مع اعتبار أنّ السلام المجرّد من العدل ليس كاملاً”، ومؤكِّداً أنّ “اللقاء حاول تنمية شراكة جديدة يمكنها قراءة علامات الأزمنة وتقديم أجوبة شجاعة”.
من ناحيته، عبّر القسّ أولاف فيسكه تفايت (أمين سرّ المجلس المذكور) عن فرحته “حيال الحوار الأوّل بين الديانتَين” قائلاً: “إنّها سنة مهمّة في روزنامة السيخ، لأنّها تطبع الذكرى 550 لولادة الغورو ناناك. لذا، فإنّ تنظيم اللقاء الأخويّ بين الديانتَين خلال هذه السنة هو وسيلة لتذكّر حياة وأعمال الغورو… ومع كلّ يوم يمرّ، نتذكّر الضرورة لإحلال سلام مستدام، فيما التطرّف والخوف من الأجنبيّ يؤكّدان أنّه على الجماعات أن تُضاعف جهودها وتتخيّل نماذج جديدة للالتزام لصالح السلام”.
كما وأشار القسّ إلى ضرورة هذا الحوار قائلاً “إنّ الوقت حان للتصرّف والتعاون وتخطّي الانقسام، في عالم يقسمه أصلاً الحقد والخوف. وإنّ أفضل وسيلة لعدم المشاركة في هذه المشكلة، بل المشاركة في إيجاد الحلّ، تقضي بالمشاركة معاً في هذا الحلّ”.
من الجدير بالذكر هنا أنّ الغورو ناناك كان يُشير إلى أهمية “الأخوّة العالميّة بصفتها أعلى شكل من أشكال الارتقاء الدينيّ”، وكان غالباً يحثّ تلاميذه على “معاملة جميع البشر كإخوة وأخوات”.