بتاريخ 4 تموز، ألقى المونسنيور فرانشيسكو فولو (المراقب الدائم للكرسي الرسوليّ لدى الأونسكو) كلمة بشأن إعادة بناء كاتدرائية نوتردام في باريس، والتي أتى حريق على قسم منها في 15 نيسان الماضي.
وبحسب ما نشره القسم الفرنسيّ من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكترونيّ، شارك الدبلوماسيّ الإيطاليّ في جلسة للجنة التراث الثقافيّ والطبيعيّ العالميّ، انعقدت في باكو في أذربيجان.
وقد أكّد ممثّل الكرسي الرسوليّ لدى الأونسكو، وبوضوح تامّ، أنّ الوضع الحاليّ للكاتدرائيّة وأعمال الترميم والبناء التي تحصل فيها تُظهر الطابع الأساسيّ لبُعدها الثقافي، مُذكّراً بما قاله البابا عن الكاتدرائيّة، وداعِماً رأي المونسنيور ميشال أوبيتي رئيس أساقفة باريس: “إنّ الشيء الآخر الذي يوحّد الكاتدرائية بالإنسان هو المسحة التي تنمّ عن الوجود الإلهيّ والطابع المقدّس”.
وأضاف فولو: “إنّ إعادة ترميم وبناء الكاتدرائيّة، كما جميع المواقع الدينيّة التي تحميها الأونسكو، تتضمّن إعادة بناء أساس العمل وإعادة إيجاد ما ولّد رمزيّتها”.
العبادة والهيكليّة
“من المهمّ جدّاً إنقاذ الرمزيّة”: هذا ما شدّد عليه فولو، مُشيراً إلى تداخل الحياة الدينيّة مع العبادة والهيكليّة: “على العناصر التي تتمّ إعادة بنائها أن تُجيب على الغاية التي بُني لأجلها المعبد أساساً. فالشكل يُحافظ على جماله، فقط إن التزم بهدفه وحافظ على هويّته”.
كما وقال المراقب الدائم للكرسي الرسوليّ إنّه بالنسبة إلى المسيحيّين الذين يودّون العودة للعيش في الكاتدرائيّة، من الضروريّ أن يُعيدوا الخيرات الثقافيّة كما المقرّ الذي سيسمح للآخرين باختبار الإيمان.
البُعد الدينيّ، شرط التثمين
في هذا الإطار، أعرب الكرسي الرسوليّ عن أمنيته بأن يتمّ إعادة نوتردام إلى المؤمنين وإلى غير المؤمنين وإلى الأجيال المستقبليّة، بناء على مبدأ “الحفاظ على الإرث الثقافيّ، بما فيه بُعده الدينيّ الأساسيّ لتثمينه”.