“الأخوّة للتغلّب على عنف من يجدّفون على اسم الله” إنه العلاج الذي قدّمه البابا فرنسيس عند كتابته رسالة لمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين على الهجوم الذي حصل على جمعية التبادل الإسرائيلي الأرجنتينيّ، بيونس آيرس. وقد نشرت الصحافة الأرجنتينية رسالة البابا التي وجهها إلى الجمعية.
تمّ تدمير مقرّ بيونس آيرس منذ 25 عامًا، في 18 تموز 1994، بواسطة سيارة مفخخة. وصل عدد القتلى إلى 85، من بينهم 76 قتيلاً من الأرجنتين و6 من بوليفيا و2 من بولندا وواحد من شيلي، وأكثر من 300 جريحًا من المارّة.
كرّر البابا، الذي استقبل ضحايا العائلات منذ العام 2013، صلاته: “كما حدث في اليوم الأول، في 18 تموز، يرافق قلبي كلّ عائلات الضحايا أكانوا يهودًا أو مسيحيين. ومنذ ذلك اليوم، طلبت من الله أن يمنح الراحة الأبدية لأولئك الذين فقدوا أرواحهم في هذا العمل الجنوني. أنا أصلّي كذلك على نية من نجوا من الانفجار، وأُصيبوا مذ ذاك بجروح في أجسادهم وأرواحهم”.
شدّد البابا على “أننا نعلم جيدًا أنّ الدين لا يقود إلى الحرب بل الظلام الموجود في قلوب مرتكبي الجرائم الذين يقومون بأعمال غير عقلانية”.
ثمّ ركّز على أنّ هذا الجنون لا يرتبط بالأرجنتين بل هو غالبًا ما يعبّر عن “شرّ” الإرهاب مشيرًا إلى حرب عالمية ثالثة تحصل على أجزاء وتجتاح حياة الضحايا ومستقبلهم: “هذا الشرّ لا يعرف حدودًا وقد أظهر وجهه الشرير من الشرق حتى الغرب. لقد حوّل الأزواج إلى أرامل، الأبناء والبنات إلى يتامى؛ وكلّ هذا حصل باسم الله، مجدّفين على اسمه”.
بالنسبة إلى البابا، يكمن العلاج في تعزيز الأخوّة التي يريدها الله. “أن نكون إخوة” هي الدعوة التي يوجّهها الله إلى كل واحد منا. لقد دعانا الله أن نعيش معًا كإخوة، وهذه الأخوّة تحتضننا وتوحّدنا إلى أبعد من الحدود الجغرافية أو العقائدية. نحن كلّنا نشكّل العائلة البشرية الكبيرة؛ إن أدركنا أننا إخوة ننقل قيم الاحترام والمسامحة من جيل إلى جيل. من المؤكّد أنّ الله خلقنا متساوين في الحقوق إنما أيضًا في الواجبات والكرامة. بالنسبة إليه، على السلام ألا يكون حقّنا فحسب بل بناؤه هو واجب علينا. في هذه الذكرى الخامسة والعشرين، أنا معكم وأصلّي من أجلكم”.