Elise Lindqvist avec une prostituée à qui elle vient en aide à Stockholm @ vatican media

أمّ تريزا أخرى لنساء شوارع ستوكهولم

القسم الأوّل من قصّة إليز لينكفيست

Share this Entry

هل من الممكن المسامحة؟ عندما كانت صغيرة في السويد، وقعت ضحيّة معاملات سيّئة. وبعد أن هربت من منزلها، سقطت في فخّ الدعارة والعلاقات العنيفة، قبل السقوط أيضاً في فخّ الإدمان على الكحول والمخدّرات. لكن اليوم، يُسمّيها آلاف الأشخاص “ملاك المومسات” في أحد شوارع ستوكهولم. كما ويسمّيها البعض أيضاً “الأمّ تريزا للمومسات”.

إليكم قصّة إليز لينكفيست وسرّ المسامحة، كما أوردها القسم الفرنسيّ من موقع “فاتيكان نيوز”، على أن ننشرها بجُزئَين.

“أودّ لقاء البابا”

مؤخّراً، التقت إليز البابا فرنسيس وألقت عليه التحيّة خلال إحدى مقابلاته العامّة التي أجراها في شهر أيار 2019، وكانت تحمل أمنية واحدة: “أودّ شكر البابا فرنسيس على نضاله ضدّ الاتجار بالبشر”.

إنّ إليز بعمر البابا، فكلاهما وُلد سنة 1936، وهي تتمتّع أيضاً بالعزيمة نفسها التي لا تتعب! وقد تسلّقت الحاجز الصغير لتصل وتُصافح الأب الأقس الذي قال لها بدوره: “سمعت عنكِ، وأنت تقومين بعمل رائع”، بعد أن عرف أنّها تُمضي لياليها في دعم نساء شارع ستوكهولم وتذكيرهنّ بأنّ هناك حياة أبعد من الشارع. وهذا ما تعرفه هي جيّداً، لأنّها كانت إحداهنّ!

Elise Linsqvist rencontre le Pape François en mai 2019 place Saint-Pierre

Elise Linsqvist rencontre le Pape François en mai 2019 place Saint-Pierre @ Vatican Media

أمّا القصّة منذ البداية فهي التالية.

طفولة مأساويّة

وُلدت إليز في قرية سويديّة. ومنذ سنّ الخامسة، بدأت الاعتداءات الجنسيّة تصبح جزءاً من حياتها اليوميّة، مع العِلم أنّ والدها ليس من أساء معاملتها، بل أقرباء من العائلة، فيما هي كانت تطيعهم خوفاً منهم، واعتقاداً منها أنّ هذا ما على الأولاد احتماله.

إلّا أنّها لم تعد تثق بأيّ راشد، وشعرت أنّها مُهمَلة من جميع مَن وجب أن يُدافعوا عنها، حتّى أمّها التي كانت تشيح بنظرها لدى اصطحاب الرجال لها إلى غرفة أخرى. وحتّى المُدرّس، كان يُرسل التلاميذ إلى الملعب ويقول لها “إليز ابقي هنا”.

كان والدها الوحيد الذي يحضنها قائلاً لها “يا ابنتي الصغيرة”، فيما الآخرون كانوا يقولون لها إنّها بشعة وحمقاء.

بعد موت والدها (فيما كانت في العاشرة)، تعقّدت حياة إليز أكثر مع صديق أمّها الجديد الذي كان يثمل ويعتدي عليها باستمرار. “في أحد الأيّام، صوّب نحوي سلاحه، فرجَوته أن يُطلق النار لأنّني لم أعد أرغب في أن أعيش. فضَغَط على الزناد، إلّا أنّ السلاح لم يكن مُلقَّماً. أرادني الرب أن أبقى حيّة، حتّى ولو كنت أجهل وجوده عندها”.

Elise Lindqvist enfant

Elise Lindqvist enfant @ Vatican media

في الرابعة عشرة، هربت إليز من منزلها، ووصلت إلى المدينة حيث اعتنت بها عائلة بغاية الكَرَم، إلى أن أصبحت في السادسة عشرة. عندها، صادفت امرأة قالت لها “كم أنت جميلة”. وتقول إليز: “كانت امرأة رائعة. وعندما سمعتُ ما قالته لي، كنتُ تحت سحرها! وكنتُ لأفعل أيّ شيء لأجلها. كنتُ أناديها “أمّي”، فيما هي تشتري لي كلّ ثيابي وتبرّجي. وفي يوم ما، قالت لي إنّه عليّ أن أعمل لصالحها، عبر بيع جسدي لزبائنها! ولقد أطعتُها! يعرف القوّادون كيف يصطادون ضحاياهم، وما حصل معي هو ما يحصل لآلاف الفتيات كلّ يوم”.

تجهل إليز كم سنة باعت جسدها لأجل تلك المرأة، لكنّها تذكر كيف توقّفت بعد تعرّضها لتعنيف متكرّر من قبل زبون، فعادت لرؤية “معلّمتها” التي قالت لها إنّه لم يعد باستطاعتها العمل كمومس. “لقد حالفني الحظّ. فاليوم، إن رفضت فتاة متابعة هذا النوع من العمل، تُقتَل وتختفي جثّتها. فتحت لي معلّمتي الباب ورمتني خارجاً قائلة: لم يعد لديك ما تفعلينه هنا”.

عندها، بدأت إليز حياتها كمشرّدة، تبحث عن الطعام في القمامة. “لم أختبر إلّا علاقات مُدمِّرة، وانتهى بي الأمر مع رجال عنيفين. ولتعزية نفسي، مزجت الكحول والمخدّرات، فسقطتُ في إدمان أكثر يأساً بعد!”

  • يتبع –
Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير