“الوقت المفقود هو الوقت الّذي لا نعطي فيه ثمرًا…
فلنستفد من الفرصة السّانحة الّتي يمنحنا إيّاها الرّبّ، في كلّ ظرفٍ من ظروف حياتنا…”
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
خيرات الرّبّ مرايا قدرته الفائقة على الحبّ.
عطايا الرّبّ كريمة… فرصه متعدّدة… جوائزه مدهشة، فهو يؤهّلنا للمشاركة في مباراةٍ دائمة، ويعدنا بأوسمة الفوز، والانتصار، والخلاص…” أسعى إلى الهدف، لأفوز بالجائزة العليا الّتي يدعونا الله إليها في المسيح يسوع.” ( فل3/14)
يعتبر أبونا يعقوب أنّ الوقت ثمين، به نشتري الأبديّة، يدعونا إلى الاستفادة من الفرص الّتي يمنحنا إيّاها الرّبّ.
خلاصنا متوّقّف على ما نملأ به لحظاتنا…
نقف متأمّلين بما يدعو إليه أبونا يعقوب…ونتساءل كثيرًا عن الخيرات الّتي أفاض علينا بها الرّبّ. نرى أنفسنا نلهو، ونتباهى بما هو دنيويّ، تشغل بالنا هشاشة كبريائنا الّتي ترمي بعواطفنا، وإنسانيّتنا في مستقنعات النّتانة، والفناء…
لا نعي أهميّة ما أمدّنا به الرّبّ، نحن دائمو البحث، نحن نجهل عمّا نبحث…
تفلت من أيدنا لحظات نتقدّس من خلالها… أوقاتنا ضائعة، ومبعثرة…
لأنّنا ضائعون عن الأهمّ… ضللنا الطّريق… بين أيدينا الكثير، ولكنّنا تائهون في التّافه، والقليل.” سيبقى النّور معكم وقتًا قليلًا…فامشوا ما دام لكم النّور ، لئلّا يباغتكم الظّلام”
الرّبّ ينتظر دومًا ثمارنا… لأنّه زرع خيرًا فينا… يَعدُ نفسه من خلالنا بمواسم حبّ، وبركة.
لنعمل الخير، ما دام لنا وقت لذلك…ما دامت الفرصة سانحة أمامنا…
“حياتي لحظة أو ساعة تمرّ، لكي أحبّك يا إلهي ما عندي إلّا اليوم” (القديسة تريزيا الطّفل يسوع.)
لنستفد من قدسيّة اللّحظة الآنيّة، لأنّها هبة سماويّة من خلالها نقوم بما يرضي الرّبّ، من خلالها نعدّ مكانًا مريحًا لنا في السّماء، من خلالها نُعدّ قداستنا…
مع الكبّوشيّ أختم: من أراد أن يستفيد من الوقت، فليقدّم كلّ أعماله، وأفكاره، وشدائده لله. إنّ القيمة عند الله ليست لطول الحياة، بل للعمل بغيرة، وأمانة، ومحبّة لله.”