“المسيح، الكنيسة والعالم. تعاليم مجمع الحكماء” بقلم كارول فوتيلا (البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني) هو الكتاب الذي لم يكن قد نُشِر بعد، وقد أصدرته مكتبة الفاتيكان بالإيطاليّة، وتمّ تقديمه في روما البارحة في مقرّ راديو فاتيكان (من قبل عدد من الأشخاص)، بناء على ما ورد في مقال أعدّته أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
في تفاصيل الكتاب، لقد تمّ إيجاده على شكل 39 مخطوطة ترجمتها مكتبة الفاتيكان (دائرة التواصل) إلى الإيطاليّة. وقد كُتِبَت المخطوطات عندما كان كارول فوتيلا ما زال رئيس أساقفة كراكوف، مع العِلم أنّ النسخة الأولى من الكتاب بالبولنديّة تعود إلى سنة 2018. إنّها مجموعة تأمّلات حول جوهر المسيحيّة، فسّرها البابا البولنديّ انطلاقاً من خطاب القدّيس بولس الرسول المشهور أمام مجمع الحكماء في أثينا (أع 17 : 22 – 34). وقد أرادت النسخة البولنديّة سنة 2018 أن تطبع الذكرى الأربعين لانتخاب رئيس أساقفة كراكوف في روما (1978).
من ناحيته، شرح الكاردينال البولنديّ ستانيسلاس دجيفيتش (رئيس أساقفة كراكوف السابق والسكرتير الشخصيّ للبابا يوحنا بولس الثاني) في مداخلته لدى تقديم الكتاب بعض الأمور قائلاً: “لا نعرف إلى مَن كانت هذه التعاليم مُوجَّهة، ولا نعرف إن تمّ إبرازها علناً أو متى… لقد توجّه الكاتب إلى كلّ من يستمعون إلى بولس، أو إلى رجال زمننا”.
كما وأشار الكاردينال إلى أهمية نشر الكتاب “في وقت تاريخيّ نشعر فيه مجدّداً بالحاجة إلى تعاليم عميقة حول حقائق الإيمان، وإلى تعليم يُدخلنا كليّاً في سرّ عمل الله في تاريخنا البشريّ… كما وأنّ هذه التعاليم تشهد على حياة يوحنا بولس الثاني وحواره مع الله عبر صلاة مستمرّة وصامتة: إنّ عمق النصوص يعكس المفهوم الاستثنائيّ للعالم من ناحية الشراكة مع الآب والابن والروح القدس”.
وأضاف الكاردينال البولنديّ أنّ تعاليم القدّيس بولس أمام مجمع الحكماء “ما زالت حتّى اليوم رمزاً للحوار بين الإيمان المسيحي والكلاسيكية اليونانية، التي هي في أصل ثقافة أوروبا والحضارة الغربيّة… إنّ التعاليم تُصرّ على الحرية التي منحها الخالق للإنسان، وعلى مشكلة المعاناة والشرّ في العالم الذي نعيش فيه، وحالة الإنسان في العالم المعاصر، بالإضافة إلى الكنيسة والعلاقات مع الإفخارستيا. كما وأنّ فوتيلا يتطرّق إلى النوايا وإلى روح المجمع الفاتيكاني الثاني، في الوقت الذي يطوّر فيه سرّ الخلاص”.
تجدر الإشارة هنا إلى الكتاب ينتهي بالتحليل التاريخيّ الفيلولوجيّ (أو المتعلّق بفقه اللّغة) للمخطوطة الأصليّة حيث نقرأ خصائص وشكل المخطوطة، بالإضافة إلى المراجع والاقتباسات البيبليّة (التي تمّ تصحيح بعضها للتماشي مع ما ورد في الكتاب المقدّس). “ممّا يُظهر أنّ المؤلّف كتب الاقتباسات غَيباً، وإلّا لكان كتبها بالشكل الصحيح، مع إضافة رقم الآيات. ويمكن أن نفترض أيضاً أنّ فوتيلا كان يعرف غيباً الكتابات المجمعيّة”.