Audience Générale Du 25 Septembre 2019 © Vatican Media

فِيلِبُّس و”سباق” الإنجيل على دروب جديدة

النص الكامل للمقابلة العامة مع المؤمنين يوم الأربعاء 2 تشرين الأول 2019

Share this Entry

فَشَرَعَ يُبَشِّرُه بِيَسوع” (أع 5، 35).

فِيلِبُّس و”سباق” الإنجيل على دروب جديدة

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، صباح الخير!

يبدو “سباق” كلمة الله وكأنه قد تراجع بعد استشهاد إِسطِفانُس، بسبب وقوع “اضطِهاد شَديد على الكَنيسَةِ الَّتي في أُورَشَليم” (أع 8، 1). وعلى إثر ذلك، بقيَ الرسل في أُورَشَليم، في حين أن العديد من المسيحيّين تشتّتوا في أنحاء اليَهودِيَّةِ والسَّامِرة.

ويظهر الاضطهاد في سفر أعمال الرسل كحالة دائمة لحياة التلاميذ، وفقًا لما قاله يسوع: “إِذا اضطَهَدوني فسَيَضطَهِدونَكم أَيضًا” (يو 15، 20). ولكن الاضطهاد بدلًا من أن يخمد شعلةَ التبشير كان يُضرِمها.

سمعنا ماذا صنع الشمّاس فِيلِبُّس الذي بدأ في تبشير مدن السَّامِرة، وكانت علامات التحرّر والشفاء التي رافقت إعلان الكلمة عديدة. وهوذا الروح القدس يرسم مرحلة جديدة في مسيرة الإنجيل: فهو يدفع فِيلِبُّس للتوجّه نحو رجل غريب قلبُه منفتح على الله. نهض فِيلِبُّس وانطلق بحماس على طريق مهجور وخَطِر، والتقى بشخص ذي مَنصِبٍ رفيع عِندَ مَلِكَةِ الحَبَش، خازِنُ جَميعِ أَمْوالِها. كان هذا الرجل، الخصي، راجعًا من أورشليم إلى بلده بعد أن تمّم فيها عبادته. كان يهوديًّا متتلمذًا من إثيوبيا. كان جالسًا في مَركَبتِه، يَقَرأُ النَّبِيَّ أَشَعْياء، وتحديدًا الأنشودة الرابعة “لخادم الرب”.

اقترب فِيلِبُّس من المركبة وسأله: “هَل تَفهَمُ ما تَقرَأ؟” (أع 8، 30). فردّ الحبشي: “كَيفَ لي ذلك، إِن لم يُرشِدْني أَحَد؟” (أع 8، 31). فهذا الرجل المقتدر يدرك أنه بحاجة إلى مَن يرشده ليفهم كلمة الله. كان المصرفيّ، وكان وزيراً للاقتصاد، كان يتمتّع بكلّ سلطة المال، لكنّه كان يعلم أنه بدون تفسير، لا يستطيع أن يفهم الكتاب المقدّس، كان متواضعًا.

إن هذا الحوار بين فِيلِبُّس والحبشي يجعلنا ندرك أيضًا أن قراءة الكتاب المقدّس لا تكفي بحدّ ذاتها، فنحن بحاجة إلى فهم معناه، وإلى استخراج “العُصارة” منه متخطّين “القشور”، وإلى الاستقاء من الروح الذي يحيي الحرف. كما قال البابا بنديكتوس في بداية السينودس حول كلمة الله، “إن تفسير الكتاب المقدّس، أي قراءته الحقيقية، ليست مجرّد ظاهرة أدبيّة، […]. إنها ما يحرّك وجودي” (تأمّل، 6 أكتوبر / تشرين الأول 2008). وكي نتعمّق في كلمة الله يجب أن نكون على استعداد للخروج من محدوديّتنا الذاتية كي نلتقي بالله ونتشبّه بالمسيح الذي هو كلمة الآب الحيّة.

من كان الشخص الأساسيّ إذًا في النصّ الذي كان الوكيل الحبشي يقرأه؟ قدّم فِيلِبُّس إلى كليمِه مفتاح القراءة: إن ذلك الخادم المتواضع والمتألّم، الذي لا يجازي الشرّ بالشرّ، والذي، حتى لو أُعتبر مهزومًا وعقيمًا وقُطِعَ في النهاية مِن أَرضِ الأَحْياء، حرّر الشعب من إثمه وأعطى اللهَ ثمارًا، إنه بالتحديد المسيح الذي يبشّر به فِيلِبُّس والكنيسة جمعاء! الذي خلّصنا جميعًا بفصحه. فاعترف الأثيوبي في النهاية، بالمسيح وطلب المعموديّة وأعلن إيمانه بالربّ يسوع. جميلة هي هذه الرواية، ولكن مَن الذي دفع فيلبّس للذهاب إلى البرّية لمقابلة هذا الرجل؟ مَن الذي دفع فيلبّس للاقتراب من المركبة؟ إنه الروح القدس. الروح القدس هو بطل البشارة. “أبتي، إني ذاهب لأحمل البشارة” – “أجل، ماذا تفعل؟” – “آه، أبشّر بالإنجيل وأقول مَن هو يسوع، أحاول إقناع الناس بأن يسوع هو الله”. عزيزي، هذا ليس حمل البشارة، فما مِن بشارة من دون الروح القدس. هذا قد يكون محاولة لاقتناص الآخرين أو دعاية … أمّا البشارة فهي أن يقودك الروح القدس، أن يكون هو مَن يدفعك إلى البشارة، إلى حمل البشارة عبر الشهادة، وعبر الاستشهاد أيضًا، وعبر الكلام.

وبعد ما تمّم فِيلِبُّس اللقاءَ بين الحبشي والقائم من بين الأموات – فالحبشي قد التقى بالمسيح القائم من الموت لأنه فهم تلك النبوة-، اختفى فيلبّس، أخذه الروح القدس وأرسله كي يتمّم عملًا آخر. لقد قلت ان بطل البشارة هو الروح القدس، فما هي العلامة بأنكِ، أنتِ المسيحيّة تحملين البشارة؟ وبأنكَ، أنتَ المسيحي تحمل البشارة؟ الفرح. حتى في الاستشهاد. ذهب فيلبس فرحًا في ناحية أخرى، يبشّر بالإنجيل.

نسأل الروح أن يجعل من الرجال والنساء المعمّدين أشخاصًا يبشّرون بالإنجيل كي يجذبوا الآخرين، لا لأنفسهم بل للمسيح؛ أشخاصًا يعرفون كيف يفسحون المجال أمام عمل الله؛ أشخاصًا يعرفون كيف يجعلون الآخرين أحرارًا ومسؤولين أمام الربّ.

* * * * * *

قراءة من سفر أعمال الرسل (8، 5 – 8):

فنزَلَ فيليبُّسُ مَدينةً مِنَ السَّامِرَة وجعَلَ يُبَشِّرُ أَهلَها بِالمَسيح. وكانَتِ الجُموعُ تُصْغي بِقَلْبٍ واحِدٍ إِلى ما يَقولُ فيِليبُّسُ، لِما سَمِعَت بِه وشاهَدَتْه مِنَ الآياتِ الَّتي كانَ يُجْريها، إِذ كانَتِ الأَرواحُ النَّجِسَةُ تَخرُجُ مِن كَثيرٍ مِنَ المَمْسوسين، وهِيَ تَصرُخُ صُراخًا شَديدًا. وشُفِيَ كَثيرٌ مِنَ المُقعَدينَ والكُسْحان، فَعَمَّ تِلكَ المَدينَةَ فَرَحٌ عَظيم.

كلام الربّ

* * * * * * *

Speaker:

في تعاليمه حول “المسيرة” الإنجيلية التي يرويها سفر أعمال الرسل، تكلم البابا اليوم عن الشماس فيلبس الذي انطلق بحماس، مدفوعا من الروح القدس، على طريق مهجور وخطير، ليلتقي بالحبشي الذي كان يجلس في مركبته، ويقرأ الأنشودة الرابعة “لخادم الرب” من سفر النبي أشعياء. وأوضح البابا أن الحوار بين فيلبس والحبشي يجعلنا نفهم أنه لا يكفي أن نقرأ الكتاب المقدس، فنحن بحاجة إلى فهم معناه، والعثور على “العصارة” من خلال تجاوز “القشور”. فكي يدخل الشخص إلى عمق كلمة الله يجب أن يخرج من حدوده الذاتية لملاقاة الله والتشبه بالمسيح الذي هو كلمة الآب الحي. إنه ذاك المسيح الذي بفصحه يضيء التساؤل الوجودي للحبشي، ولكل إنسان محبط أو مهمش، ليرى في يسوع رجاء الميلاد الجديد. واختتم البابا طالبا من الروح القدس أن يجعل المعمدين أشخاصا يعلنون الإنجيل لجذب الآخرين لا لأنفسهم بل للمسيح، أشخاصا يعرفون كيفية جعل الآخرين أحرارا ومسؤولين أمام الرب.

* * * * * *

Santo Padre:

Rivolgo un cordiale benvenuto ai pellegrini di lingua araba, in particolare a quelli provenienti dall’Iraq, dalla Giordania e dal Medio Oriente. Senza il Signore è impossibile comprendere in profondità la Sacra Scrittura, ma è altrettanto vero il contrario: senza la Sacra Scrittura restano indecifrabili gli eventi della missione di Gesù e della sua Chiesa nel mondo. Giustamente San Girolamo poteva scrivere: «L’ignoranza delle Scritture è ignoranza di Cristo». Il Signore vi benedica e vi protegga ‎sempre dal‎ maligno‎‎‎‏!

 

* * * * * *

Speaker:

أرحب بالحاضرين الناطقين باللغة العربية، وخاصة بالقادمين من العراق، ومن الأردن، ومن الشرق الأوسط. من المستحيل، بدون مساعدة الرب لنا، أن نفهم الكتاب المقدس بعمق، والعكس صحيح أيضا: فبدون الكتاب المقدس، تظل أحداث رسالة يسوع وكنيسته في العالم غير مفهومة. وقد كتب القديس إيرونيموس بحق: “أن نجهل الكتاب المقدس هو أن نجهل المسيح ذاته”. ليبارككم الرب جميعا ويحرسكم دائما من الشرير!

***********

© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2019

 

 

Share this Entry

Staff Reporter

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير