“فنّ الخطّ لأجل الحوار: تعزيز ثقافة السلام عبر الثقافة والفنّ”: هذا هو عنوان معرض الفنّان السعوديّ عثمان الخُزَيم (الذي اقترح في فنّه حواراً ما بعد الحوار بحدّ ذاته، وذلك عبر أحرف مكتوبة بالعربيّة على خلفيّات ملوّنة، فيما الأحرف لا تُشكّل كلمات محدّدة).
وقد فتح المعرض أبوابه أمام العلن اليوم في 4 تشرين الثاني في جامعة اللاتران الحبريّة، بعد أن دشّنه البابا بعد ظهر الخميس 31 تشرين الأول، كما أشار إليه مكتب دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، وبناء على ما ورد في مقال أعدّته الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
في التفاصيل، التقى الأب الأقدس المشاركين في ندوة حول “التعليم، وحقوق الإنسان والسلام. أدوات العمل الدوليّ ودور الأديان”، مع العِلم أنّ الندوة هي محطّة تسبق اللقاء حول “إعادة بناء الميثاق التعليميّ الشامل”، والذي سيحصل في 14 أيار 2020.
ولم ينسَ الأب الأقدس التطرّق إلى ذكرى الكاردينال توران الذي كان رئيس المجلس الحبريّ للحوار بين الأديان بين 2007 و2018، فكرّمه مُشيراً إلى أنّ الهدف من المعرض كان تحيّة لروحه، “هو الذي أفهمنا أنّه لا يكفي التوقّف عند ما يُقرّبنا من بعضنا البعض، بل يجب علينا اكتشاف الإمكانيّات الممكنة كي تنقل التقاليد الدينيّة المختلفة السلام على أنّه رسالة”.
وذكّر البابا فرنسيس في كلمته التي ألقاها أنّ “تعليم السلام” كان موجوداً في قلب رسالة الكاردينال توران الراحل، داعياً إلى “تحمّل المسؤوليّات حيال الأجيال الجديدة”، ممّا يعني “التنشئة والإصغاء لمواجهة تحديات زمننا، بدون إنكار قيمة الحقيقة، وبواسطة لغة مفهومة ومعاصرة”.
وبالنسبة إلى البابا، لا يكفي انتقاد الماضي أو ما هو موجود حاليّاً، بل “يجب إظهار الإبداع والاقتراحات للمستقبل، مع مساعدة كلّ شخص للنموّ… وكي يكون الشباب فاعلين، إنّهم يحتاجون إلى طريقة قادرة على إبراز اختبارهم، مع تفادي الرسائل غير المسموعة، بل نقل اختبار القيم والفضائل”.
وبالنسبة إلى الحبر الأعظم أيضاً، “إنّ هذه الثقافة تتوجّه إلى كلّ مَن يحفّزهم الخير، سواء كانوا مؤمنين أم لا، وهم يعرفون كم أنّ الحوار ضروريّ تحت كلّ أشكاله، ليس فقط لحلّ الصراعات بل لإبراز القيم والفضائل التي كتبها الله في قلب كلّ إنسان”.
وأشار إلى أنّه “لا يمكننا البقاء لامبالين، مُكتفين بالمطالبة بالسلام، بل على الجميع العمل بناء السلام كلّ يوم وحمايته، مع رفع الصلوات لله كي يمنحنا إيّاه”.
وفي الختام، دعا البابا إلى “البحث عن جميع إمكانيّات الحوار واكتشافها، على أنّها طريقة للعيش أو للتعايش، بل أكثر، على أنّها معيار تثقيفيّ”، وطلب من سامعيه “الصلاة بلا انقطاع وبذل جميع الجهود لكي، عبر ميثاق شامل، يمكننا تدشين حقبة من السلام لأجل العائلة الإنسانيّة الكاملة”.
Hommage au card. Tauran © Vatican Media