“تشبّث بحبل الرجاء الذي يرسو على الضفّة الأخرى” هي الدعوة التي وجّهها البابا فرنسيس للمؤمنين، خلال احتفاله بقدّاس الثاني من تشرين الثاني 2019، أي في يوم تذكار الموتى، وذلك في سراديب بريسيلا في روما.
في التفاصيل، بناء على ما كتبته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، أقرّ الأب الأقدس في عظته أنّه “لأوّل مرّة يدخل إلى سرداب”، متطرِّقاً إلى ذكرى المسيحيّين المضطهَدين: “هناك الكثير من السراديب في بلدان أخرى، والمسيحية في بلدان أخرى كثيرة تُعتَبَر جريمة وهي ممنوعة: لا يحقّ للناس أن يكونوا مسيحيّين”.
وأضاف الحبر الأعظم في عظته: “إنّ هويّة المسيحيّين هي التطويبات والفصل 25 من إنجيل متى. الأمر بسيط: إن فعلتَ هذا، تكون مسيحيّاً… وما مِن هويّة أخرى. سواء تعيش التطويبات، أو لا تكون مسيحيّاً، بل تتظاهر بأنّك كذلك”.
وتابع شرحه قائلاً: “إنّ موقع المسيحيّ هو في كلّ مكان. ليس لدينا مكان مميّز في الحياة. هناك بعض مَن يريدون التمتّع بهذا المكان المميّز، لكنّهم يواجهون خطر البقاء “مؤهَّلين” وخطر “إسقاط المسيحيّ”… إنّ مكان المسيحيّ هو بين يدَي الله، وحيثما شاء هو”.
ثمّ طرح البابا فرنسيس السؤال التالي: “أين أشعر بالأمان أكثر؟ بين يدَي الله أو مع أشياء أخرى؟”
وأخيراً، توقّف الحبر الأعظم في عظته عند الرجاء الذي هو “المرساة في الضفّة الخرى” داعياً المسيحيّين إلى التشبّث “بالحبل”: “هذا الأمر مهمّ. فلنبقَ دائماً مُتشبّثين بالحبل. حتّى لو كنّا غالباً نرى الحبل فقط، ولا نرى المرساة أو الضفّة الأخرى. لكن فلنتشبّث بالحبل، وسنصل بالتأكيد”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّه مع انتهاء القدّاس، عاد البابا إلى الفاتيكان حيث توجّه إلى مغارة بازيليك القدّيس بطرس لأجل الصلاة على انفراد على نيّة البابوات المتوفّين.
Messe du 2 novembre 2019 aux catacombes de Priscille © Vatican Media