“من الخصائص المميّزة التي يتمتّع بها المبشّر المسيحي هي بأنه يخدم نقل الإيمان ولا يسيطر عليه. التسهيل، نقل الإيمان بسهولة وعدم وضع العقبات أمام رغبة يسوع بمعانقة الجميع وشفائهم وخلاصهم”.
في الواقع، تحدّث البابا عن أهميّة الرسالة في كتابه الجديد الذي سيصدر اليوم 5 تشرين الثاني عن دار النشر التابعة للكرسي الرسولي وهو عبارة عن مقابلة أجراها معه الصحافي الإيطالي جياني فالنتي، من وكالة فيدس، تحت عنوان: “من دونه، لا يمكننا أن نقوم بشيء. مرسَلون في عالم اليوم” ونُشر مع نهاية الشهر الإرسالي الاستثنائي الذي كان قد أعلنه البابا في شهر تشرين الأول 2019.
اقترحت وكالة فيدس، بعض المقتطفات من الكتاب، نذكر منها ما يلي في هذا القسم الأول، على أن ننقل القسم الثاني يوم غد:
فسّر البابا: “لطالما شعرتُ أنّ إعلان يسوع وإنجيله يتطلّب خروجًا على الدوام والانطلاق في مسيرة. “كنيسة في خروج” ليست عبارة ألّفتها لتكون على الموضة. إنها وصيّة يسوع الذي طلب من خاصّته، في الإنجيل بحسب القديس مرقس، أن يذهبوا إلى العالم أجمع ويبشّروا بالإنجيل “إلى الخليقة كلّها”. وأكّد: “الكنيسة، إمّا تكون في خروج أو لا تكون كنيسة. إمّا تبشّر أو لا تكون كنيسة”.
وأضاف: “تصبح جمعية روحية، أو شركة متعددة الجنسيات تعمل على إطلاق مبادرات ورسائل ذات محتوى أخلاقي وديني” لكن هذه ليست الكنيسة، وبالتالي علينا أن نضع نصب أعيننا على الدوام أنَّ الرسالة، أي الكنيسة التي تخرج وتنطلق ليست برنامجًا أو رغبة علينا أن نحققها بجهد إرادتنا لأنّ المسيح في الواقع هو الذي يُخرج الكنيسة من ذاتها والروح القدس هو الذي يدفعنا ويحملنا على القيا بذلك”.
الرسالة هي عمل الروح القدس
اقترح البابا في لقاء مع الجمعيات الإرسالية البابوية قراءة أعمال الرسل باعتباره نص للصلاة وليس كتيّبًا لاستراتيجية تبشيرية “حديثة”.
وفسّر البابا: “إنّ الرائد في سفر أعمال الرسل هو الروح القدس وليس الرسل. هم كانوا أوّل من اعترف بالروح القدس وشهدوا له. الروح القدس هو العامل والمعدّ والذي يعمل في القلوب. من دون الروح القدس، تصبح الرسالة أمرًا مختلفًا. تصبح أشبه بمشروع غزو، غزو ديني أو إيديولوجي”.
من هنا، لا تنمو الكنيسة من خلال التبشير القسري فهذه ليست رسالتها، لأنه يستثني المسيح من الرسالة… التبشير القسري هو عنيف بطبيعته… هو لا يحتمل الحرية أو المجانية التي يمكن للإيمان أن يُنقَل بالنعمة، من شخص إلى آخر”.
وأكّد: الرسالة هي عمل الروح القدس. فلا جدوى من تنظيم الأمور بأنفسنا أو الصراخ أو البحث عن استراتيجيات للقيام بذلك، بل القول عوضًا عن ذلك: “قرّرنا أن نسير جنبًا إلى جنب الروح القدس”.
(يتبع)