توسّل كاهن كنيسة الانتقال في سانتياغو (عاصمة التشيلي) أبناء رعيّته ألّا يردّوا بغضب على الاعتداء الذي لحق بالكنيسة، بحيث أنّ الأخيرة تعرّضت للتخريب وللتغطية بصور شيطانيّة وكتابات مُسيئة على الجدران، على يد متظاهرين غطّوا رؤوسهم.
في التفاصيل، بحسب ما ورد في مقال من إعداد فيون شاينر وماريا لوزانو من القسم الإنكليزي في زينيت، اقتحم المتظاهرون الكنيسة وأحرقوا المقاعد الخشبيّة الطويلة بالإضافة إلى التماثيل والصور المقدّسة، مع العِلم أنّهم جرّوا بعض المقاعد إلى الخارج لجعلها متراساً بوجه الشرطة.
إثر الاعتداء، قال الأب بيدرو ناربونا (الذي هو أيضاً مساعد إقليميّ في التشيلي للمنظّمة الإنسانيّة الكاثوليكية “عون الكنيسة المتألّمة”) لأبناء الرعيّة “ألّا ينزلقوا داخل حلقة الحقد التي قد تؤدّي إلى تسميم النفوس”. وأضاف: “الكنيسة ليست مبنيّة من مواد، بل من حجارة حيّة هي نحن… إنّنا الحجارة الحيّة، وهذه هي الحقيقة الأساسيّة”.
نذكر هنا أنّ الاعتداء على كنيسة الانتقال، وهو جزء من سلسلة اعتداءات تتمّ على كنائس عديدة في تشيلي، أتى خلال تظاهرات ضدّ قرار اتّخذته حكومة الرئيس سيباستيان بينيرا لزيادة أسعار تذاكر القطار النفقيّ. وفي الأوّل من تشرين الثاني الحالي، حصل اعتداء آخر على الكنيسة عينها، لكنّ الأب ناربونا اتّصل بفرقة الإطفاء في الوقت المناسب.
من ناحيتها، عبّرت ماريا كوفاروبياس (المديرة المحلية لـ”عون الكنيسة المتألّمة” في التشيلي) عن الهول الذي شعرت به حيال الاعتداء قائلة: “نحن قلقون للغاية وغير مسرورين حيال المنحى الذي اتّخذه العنف في الأيّام الأخيرة، والذي أثّر على الكنائس. لقد شهدنا على عمل تدنيس جديد ضدّ رعيّة كاثوليكيّة، وهذا مؤلم بالنسبة إلينا. ونحن نطلب الصلوات من الجميع في هذا الوقت العصيب لأجل السلام ولأجل ارتداد مَن اقترفوا تلك الأعمال الشنيعة”.
أمّا مؤتمر أساقفة التشيلي، وعلى الرغم من تعبيره عن تعاطفه مع المتظاهرين، فقد أصدر بياناً قال فيه: “إنّ الاعتداء على المعابد ودور العبادة والصلاة، بدون احترام لله ولِمَن يؤمنون به، يتسبّب لنا بالألم. إنّ العنف يمنعنا من التنبّه كما يجب لمطالب أكثريّة شعب التشيلي الذي يتوق لإيجاد حلول حقيقيّة وسلميّة”.