“في العديد من مناطق العالم، السجون مكتظّة وهي مستودعات للبشر، الذين بدلاً من يكبروا بشكل صحيح، يُصبحون فاسدين غالباً. علينا أن نواجه الحكم بالموت البطيء”: هذا ما تمنّاه البابا فرنسيس خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده على متن طائرة العودة والتي أقلّته من طوكيو إلى روما مساء الثلاثاء 26 تشرين الثاني، بحسب ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
أمام الصحافة، طالب البابا مرّة أخرى بالقضاء على عقوبة الإعدام والسجن المؤبّد. مُجيباً عن سؤال أحد الصحفيّين حول “مسألة عقوبة الإعدام”، قال الأب الأقدس إنّه تكلّم مطوّلاً مع رئيس الوزراء اليابانيّ عن العديد من المشاكل والمحاكمات والإدانات التي لا تنتهي، سواء كانت عقوبة بالإعدام أو سواها.
“تكلّمتُ عن المشاكل بالإجمال، وهي الموجودة أيضاً في بلدان أخرى: السجون المكتظّة والأشخاص المحتجزين بدون ثبوت التهمة عليهم… إنّ عقوبة الإعدام لا يمكن أن تُطبَّق، لأنّها ليست أخلاقيّة. على الأمر أن يتعلّق بالضمير. مثلاً، هناك بلدان لا يمكن أن تمحوها بسبب المشاكل السياسيّة، لكنّها تستطيع تعليقها، وهذه أيضاً طريقة لإدانة السجن المؤبّد بدون الإعلان عن ذلك. لكن على الإدانة أن تترافق دائماً بإعادة دمج في المجتمع، لأنّ الإدانة بدون نافذة أفقٍ ليست بشريّة… أمّا بالنسبة إلى السجناء الذين حُكم عليهم بسبب الجنون أو المرض أو… فيجب التفكير في طريقة تسمح لهم بإنجاز نشاطات تُشعرهم أنّهم بشر. علينا أن نواجه الإدانة بالموت البطيء. وهناك حالات تُفرحني لأنّ هناك بلدان يقول مسؤولوها: “لقد أوقفنا عقوبة الإعدام”، فيما هناك بلدان أخرى لم تفلح بعد في الاندماج في هذا الخطّ الإنسانيّ”.