أوصى البابا الخطّاب أن “يستعدّوا جيدًا” لسرّ الزواج، بعيدًا عن كلّ “تكهّن”. وشجّع على رسولية المتزوّجين وأوصى القضاة الكنسيين بتجنّب كلّ مقاربة “بيروقراطية” أو “آليّة” أمام آلام المتزوّجين المجروحين. إنّما دعا البابا بشكل خاص إلى الاستسلام للروح القدس.
استقبل البابا فرنسيس بمقابلة خاصة، يوم السبت 30 تشرين الثاني في القصر الرسولي في الفاتيكان المشاركين في ندوة حول حماية الزواج وراعوية المتزوّجين المجروحين الذي نظّمته محكمة الروتا الرومانية في القصر الروماني من 26 تشرين الثاني حتى 30 منه.
وتحدّث عن جروحات الزواج التي يمكن أن يكون لها أسباب عدّة، منها نفسية وجسدية وبيئية وثقافية…؛ “أحيانًا تكون بسبب انغلاق القلب البشري على الحبّ فتصيب الخطيئة الجميع. لن أتوقّف كثيرًا على هذه الأسباب إنما أودّ أن أقول أنّها تنخر في قلوب البشر بشكل كبير وبمرارة وتسبب نزيفًا ولا يمكن للكنيسة أن تغضّ الطرف عنها أبدًا. لذلك، عندما تقابل الكنيسة واقع المتزوّجين المجروحين تبكي وتتألّم معهم وتقترب منهم بزيت التعزية لتخفّف من ألمهم وتشفيهم. تريد أن تأخذ على عاتقها الألم”.
طلب البابا بشكل خاص الاستسلام للروح القدس وقال: “لولا من الروح القدس لما كنّا كنسيين”. وللخطّاب، أوصى البابا تغذية وتنمية هذه الدعوة في نفوسهم تدريجيًا من خلال تنشئة أنفسهم كمتزوّجين مسيحيين”.
شدّد البابا على دعوتهم بأن يكونوا “خلايا حيّة ورسوليّة للجماعات الرعوية”. وقد ذكر مثالاً عن الثنائي المسيحي وارد في الإنجيل، في أعمال الرسل وهو أكيلا وبرسقيلا اللذين أصبحا معاونين للقديس بولس الرسول. وقال: “وجد القديس بولس في الرسولين أكيلا وبرسقيلا معاونين ثمينين اختارهما ودهاهم الله والكنيسة في بنيتها الرعوية هي جماعة من العائلات المدعوّة لأن تكون على مثال أكيلا وبرسقيلا شهودًا للإنجيل على الأرض”.