في “مدينة المحبّة” Cittadella della Carità التي زارها بتاريخ 29 تشرين الثاني 2019، شجّع البابا فرنسيس على “الجنون”: “جنون الحبّ، جنون المساعدة، جنون مشاطرة ضعفنا”.
في التفاصيل، ولمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس كاريتاس روما، زار الأب الأقدس مركز طبّ الأسنان، ودار استقبال المُسنّين Santa Giacinta و”مركز التضامن” (أي السوبرماركت الذي يساعد 1500 عائلة)، بالإضافة إلى مقهى “المدينة”.
وبحسب ما ورد في مقال أعدّته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسيّ في زينيت، دعا الأب الأقدس من دار المُسنّين (التي تأوي 82 مُسنّاً) إلى عيش الصداقة قائلاً: “إن انغلق القلب، لا وجود للحياة”.
بعد ذلك، تمّ استقبال البابا فرنسيس مِن قبل مدير المركز و220 مضيفاً ومتطوّعاً كانوا يمثّلون الأعمال الأبرشيّة ومراكز كاريتاس الرعويّة. وبعد الاستماع إلى شهادتَي حياة، أشار البابا إلى أنّنا “نتشارك جميعاً الضعف… كلّنا ضعفاء. والله جعل نفسه ضعيفاً… ونحن يمكننا أن نُخاطب يسوع لأنّه واحد منّا”.
ثمّ شجّع البابا سامعيه على “لمس جراح البشريّة” قائلاً: “عندما نلمس جُرحاً، نُدرك جراحنا”، مُصِرّاً على “حاجتنا جميعاً إلى الخلاص”: “الله لم يُخلّصنا عبر مرسوم، بل فعل ذلك عبر السَير معنا. وعلينا أن نُعلن عن الإنجيل عبر الشهادة. فيسوع ترك لنا مِثالاً عن الشهادة في السامريّ الصالح الذي “أشفق” على الآخر”.
وهنا، مازح البابا سامعيه قائلاً: “لا بدّ من أنّ صاحب الفندق اعتقد أنّ السامريّ مجنون! وهذه هي الكلمة التي أردتُ قولها: الجنون. جنون الحبّ والمساعدة وجنون مشاطرة ضعفنا… فهؤلاء الكهنة، بدلاً من أن يبقوا في الكنيسة وأن يحتفلوا بالقدّاس وأن يبقوا هادئين، يفعلون كلّ تلك الأمور… إنّهم مجانين”.