لدى إلقائه التحيّة على الشباب وكبار السنّ والمرضى والمتزوّجين حديثاً الذين كانوا موجودين البارحة في 4 كانون الأول في ساحة القدّيس بطرس لأجل المشاركة في المقابلة العامة مع المؤمنين، تطرّق الأب الأقدس إلى عيد القدّيس نيقولاوس الذي سنحتفل به غداً.
في التفاصيل، بناء على ما كتبته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، قال الأب الأقدس للحجّاج: “فلنقلّد فضائل القدّيس نيقولاوس، ولنتعلّم ألّا نفضّل شيئاً على أعمال الخير حيال مَن هو في العوز، باحِثين فيه عن وجه الله الذي جعل نفسه إنساناً”.
والقديس نيقولاوس (أسقف ميرا) معروف لدى المؤمنين التابعين لكنائس وطوائف مختلفة على أنّه المُدافع عن الأضعف وعن المضطهَدين، وعلى أنّه حامي الشابات والبحّارة والأولاد.
وُلد في ليسيّة حوالى سنة 270 مِن والدَين مسيحيَّين، وتُرِك يتيماً شاباً على رأس إرث كبير! فكرّس نيقولاوس ثروته لأعمال الخير. وعندما توفّي أسقف ميرا، طالب أساقفة المقاطعة بأن يخلفه نيقولاوس.
خلال أسقفيّته، وعدا عن العديد من الأعمال الرعويّة، حارب نيقولاوس أخطاء آريوس، فكان أحد الأساقفة الذين دانوا الآريوسية في مجمع نيقية الأوّل. وتوفّي حوالى سنة 325.
من ناحية أخرى، وبحسب التقليد، قيل إنّ زيتاً عجائبيّاً رشح من تابوت نيقولاوس بعد موته. وحوالى سنة 1087، وبما أنّ مدينة ميرا كانت خاضعة لسيطرة الأتراك، أخذ تجّار من باري ذخائره وحملوها إلى مدينتهم حيث تمّ بناء كنيسة تكريماً للقدّيس.
أمّا التكرّس للقدّيس نيقولاوس فقد تطوّر في الغرب في نهاية القرن الحادي عشر، ليعرف ابتداء من القرن الثاني عشر انطلاقة ملحوظة، لاسيّما في إيطاليا وفي إقليم لورين وفي شرق فرنسا وألمانيا. وقبل نقل جثمان القدّيس نيقولاوس إلى باري، كان التكرّس له قد دخل إلى روما في القرن السابع على يد رهبان شرقيّين. وفي القرن التاسع، أضاف البابا نيقولاوس الأوّل (+ 867) صلاة على شرف شفيعه.