حيث الله تكلّم، لا بدّ أن يكون قال الحقيقة، لأنّه لا يغشّ، ولا يُغشّ.
وتكلّم أخيرًا، في ملء الزّمن، بكلمته الأزليّة يسوع المسيح الّذي تجسّد، وعاش بيننا، وكلّمنا على الآب، ونفّذ الخطّة الخلاصيّة بموته، وقيامته.
أبونا يعقوب الكبّوشيّ
كلمةُ الرّبّ حقيقة… وعدُ الرّبّ صادق…
وَعَدَ الرّبُّ زكريّا وإليصابات، ورزقهما حنانه…
إنّه يوحنّا السّابق، أرسله الرّبّ ليُعِدَّ الطّريق… ويحقّق الوعد … ويؤكّد حقيقة الكلمة وصدقها…
مجيء المخلّص… حنان إلهيّ
الرّبُّ أب رحومٌ، يبسط يمينه المقدّسة على من يناديه طالبًا رحمته…
إنّها أنوار ضئيلة تبشّر بولادة المخلّص… مع يوحنّا قرعت أجراس الخلاص، لتعلن بداية عهدٍ جديد، وولادة جديدة مع الرّبّ يسوع…
إنّها كلمةُ الرّبّ الصّادقة…
إنّه حنانُ الله الّذي سيتحقّق بمجيء ابنه ليخلّص البشر. لم يتحنّن الرّبّ فقط على ذكريّا وإليصابات، بل تحنّن على البشريّة كلّها…
كان الكبّوشيّ على ثقةٍ كبرى، أنّ الرّبّ عندما يضع يده مع إنسان ، يبلغ هذا الأخير قمّة النّجاح، والفرح…لأجل ذلك كان أبونا يعقوب شجاعًا باتّكاله على العناية الإلهيّة، ومؤمنًا بتوقيتٍ خلاصيّ يُعدّه له الرّبّ، لذلك كان يدعو إلى أن نفكّر بالله، ولأجل الله، وأن نحبّه، وأن نريد ما يريده، ولا شيء إلّا ما يريده، ونتمّمه متى يريده …
إنّه وقتٌ يحدّده الرّبّ… لكلّ منّا لحظة حبّ في نبض فؤاده… “وأمّا إليصابات، فلمّا حان وقت ولادتها وضعت ابنًا. فسمع جيرانها، وأقاربها بأنّ الرّبّ رحمها رحمةً عظيمة” لوقا 1/57-58
إنّها إرادة الرّبّ الفاعلة فينا خيرًا… إنّها هديّة الحبّ الإلهيّ…
الرّبّ رحوم…الرّبّ لم يُخَيّبْ أمل أحد… وهذا ما عاشه ذكريا وإليصابات …حقّق الرّبّ وعده …وملأ السّرورُ تلك القلوب النّابضة، والمنتظرة فرح الرّجاء، والخلاص…
“رحمته من جيلٍ إلى جيلٍ للّذين يتّقونه” (لو1/48-50)
نعم … إنّ الرّبَّ يَعِدُ ويَفي بوعدِه…
الرّبُّ أب يريد خلاص أبنائه… همُّه الوحيد أن نرتاح، وننجو من وحل الخطيئة، من وهن العبوديّة ، ومن ديجور الخوف… يريدنا الرّبّ أن نحيا الحرّيّة ، يريدنا أقوياء، ومخلَّصين…
في هذا الزّمن الميلاديّ، أَفِضْ علينا يا ربّ بأنوار روحك القدّوس، كي نُفرِغَ من قلوبنا كلَّ ما يبعدنا عنك… ساعدنا كي نلتمس دفء حنانِك، أَيقِظْ بصيرتَنا من سباتها، لتعي بشرى الخلاص، الّذي تُعدّه إرادتُك في حياتنا… ساعدنا لنحيا، مع كلّ نفسٍ نتنفّسه، ميلادَ الحب والإيمان، والرّجاء.