صدر حديثًا من مجموعة الكنز، كتاب “وتبقى العائلة” من تأليف الأب الدكتور نجيب بعقليني، الأخصَّائيّ في راعويّة الزَّواج والعائلة، وتقديم الدكتورة سحر نبيه حيدر، المتخصِّصة في شؤون المرأة ومناهضة العنف.
يقع الكتاب في 320 صفحة، من الحجم المتوسط، وقد قامت بتصميم الغلاف، مصمِّمة الجرافيك السيّدة مارتين كيوان.
يشير عنوان الكتاب إلى العائلة ويحفّز بطريقة إيحائية إلى ضرورة الحفاظ على سلامة وقُدسيّة العائلة التي هي أساس المجتمع.
في تقديم الكتاب تقول الدكتورة حيدر: ” … “وتبقى العائلة” […] دليلٌ واعدٌ وكلامٌ مثبّت […] كتاب إجتماعيّ، علائقيّ بامتياز، يجمع بين الله والإنسان ويشرح بالدَّليل القاطع روحانيّة العلاقة بين الإنسان والإنسان، كما يوصي بالمحبّة…”
تطرّق المؤلف، الأب د. بعقليني، إلى واقع الحياة العائليّة وتحديّاتها وسطّر أزمات الثُّنائيّ الَّتي تقع أحيانًا فريسة الوهم والمُعتقدات الخاطئة، الأمر الَّذي يُبعدها عن الإنسجام الزَّوجيّ والعائليّ. كما لفت الى التفكك الاسري الفاضح في مجتمعاتنا، من خلال عرض التحوّلات السَّريعة والثَّقافة المُستجدَّة الَّتي فرضتها التِّكنولوجيا الحديثة ووسائل التَّواصل الإجتماعيّ والتَّربية المُهدَّدة والمتفلّتة أحيانًا، والاقتصاد المُربك الَّذي هيمن على وحدة العائلة وفرّق بين أفرادها. ولم يغب عن ذهنه وتحليلاته، ما آلت اليه الأحوال المضطربة والمهيمنة على الجو العام الاجتماعي، من أخلاق مُتعثّرة واضطرابات نفسية واجتماعية واقتصادية، أدّت جميعها إلى تفكّك العائلات وعدم الالتزام بسُلَّم القِيَم.
أشار المؤلّف إلى أهميّة المُحافظة على العائلة، من خلال هويّتها وتركيبتها وهيكليتها وقُدسيّتها وتماسكها، إيمانًا منه بأنّ العائلة هي نواة المُجتمع وكلّ فرد هو راعٍ، ومسؤول مُباشر في الحفاظ على الإرث الإنسانيّ والاجتماعيّ، من خلال مقاييس أخلاقيّة، أبرزها التفاني والتَّضحية والوفاء وأهمّها الحبّ. إرتكز المؤلّف في تحليله ومقاربته للواقع على الإرشاد الرسوليّ “فرح الحبّ” الصَّادر عن البابا فرنسيس الَّذي عالج شؤون العائلة وشجونها.