“إنّ الميزتَين اللتين تطبعان تاريخ البشر، أي الإبداع والتدمير، في التقليد اليهوديّ، تتناسبان مع رجاء ترميم التناغم بين الله والإنسانيّة، مُقابل الطموح الدنيء للسُلطة المطلقة للإنسان. الميزة الأولى تفتح طريق السلام، والثانية كانت مصدر إلهام لجميع الدهماويّين والطُغاة الذين ارتكبوا مجازر مريعة، والذين ما زالت تهديداتهم تُظلم مستقبل الإنسانيّة”: هذا ما شرحه الحاخام الأرجنتينيّ أبراهام سكوركا صديق البابا فرنسيس في “لوسيرفاتوري رومانو” الصادرة بتاريخ 22 كانون الأول 2019، مُشيراً إلى أنّ “الرجاء في حقيقة إنسانيّة مختلفة كان أحد العناصر الأساسيّة في إيمان إسرائيل”، بحسب ما كتبته الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
في التفاصيل، وفي مقال تحت عنوان “رجاء السلام، من جنّة عدن إلى ولادة يسوع”، تطرّق الحاخام إلى تأمّل حول التاريخ: “إنّ نظرة على تاريخنا الإنسانيّ توصلنا من ناحية إلى الكثير من الإدراكات العلميّة والتقنيّة المذهلة، ومن ناحية أخرى إلى دمار ذاتيّ طامع”.
واقترح الحاخام في مقاله إعادة قراءة سفر التكوين “لفهم التجارب المعاصرة لعالم بدون الله، خاصّة وأنّ الله ذكّر البشر بأنّه لا سلطة مطلقة لديهم على العالم. وكانت الحدود التي رسمها بسيطة: عدم الأكل من ثمار شجرة معرفة الخير والشرّ…”
أمّا عن جنّة عدن، فقد قال الحاخام إنّها “جنّة حضّرها الخالق للبشريّة لتكون المكان الذي يعيش فيه البشر والطبيعة والله بتناغم”.
لكنّ الحاخام أعاد قراءة الرجاء في الفصل 11 من سفر إشعيا الذي “أعلن عن مجيء مخلّص من سلالة داود، سيُعيد التناغم بين البشر والطبيعة والله”.
وأشار الحاخام إلى الرجاء المسيحيّ قائلاً: “اليوم، يعبّر المسيحيّون عن الرجاء نفسه لعالم يعيش بسلام، ربّما برغبة أكبر بعد، في صلواتهم واحتفالاتهم خلال فترة الميلاد”.
ثمّ قدّم الحاخام صديق الأسقف برغوليو أمنياته لجميع المسيحيّين قائلاً: “مع هذه التأمّلات، أتقدّم بأصدق الأمنيات للمسيحيّين لأجل ميلاد فرِح ومليء بالمعاني. فليُجدّد احتفالكم بولادة المسيح وختانته الرجاء المسيحيّ والتكرّس لزمن الإله الآتي، بهدف إنارة عالم تطاله غالباً الصراعات والعنف”.