هو الميلاد، لكن…
ما زال عالمنا جريحًا، ولا تزال الخلافات والإضطرابات والأنانيات الضيقات تسبّب الموت والحروب والكروب . المرارة لا تزال في القلوب…
بالنسبة للمسيحيّ، تمامًا كما هو الحال مع أيّ شخص آخر، سيكون هناك نقص ومرض وموت، وذاك الألم الذي في كثير من الأحيان لا نجد له معنىً… الأحلام المكسورة، الحسرة، والقسوة يصرّون على رفقتنا. إذاً لمَ نحتفل ؟ إذا كانت وعود السماء ستظلّ للسماء، ما الجدوى من الإحتفال بالميلاد؟
الله المتجسّد = عمانوئيل هو “الله معنا”. هذه الحقيقة إذا أدركناها و تركناها تعمل في كياننا سوف تمكّننا في نهاية المطاف من الانتقال إلى ما هو أبعد من المرارة والتحسّر على واقعنا. عندما يكون الله معنا، فإنّ الألم لن يستطيع إستبعاد السعادة. في وسط هذه الحقيقة لن تتمكّن معاناة الحياة وأحزانها من استبعاد المعنى العميق والفرح العميق.
على حدّ تعبير أ. دوليس: “إنّ التجسّد لا يوفّر لنا سلّمًا نهرب به من غموض الحياة مختصراً إرتفاع السماء. بدلاً من ذلك، فإنه يُمكّننا من الحفر العميق في قلب الأرض والعثور عليه يتلألأ بالألوهيّة.”
نعم، لا نزال في عمق المنفى…. ومع ذلك، لا ندع الفرح يفنى لأنه منذ أن بكى الله طفلا فالفرح هو الأجدى!!!
حين يُظلِم تاريخنا وتنطفىء أضواؤنا، وحده نور الله يشعّ علينا ويُنير دربنا. و ما دام هو موجوداً معنا، فهذا يعني أنّنا لا نسلك في الظلمة: بتجسّده نلمس خلاصنا… وبهذا رجانا!!
الكلمة صار جسداً.
طوبى لمن يعيش هذه الحقيقة بهجةً: فلن يغلبه لا ظُلم ولا ظلام!!