ما تفسير لوحة هروب العائلة المقدسة؟

كما دخلت يا رب مصر أدخل الى نفسي

Share this Entry

في سبعينات القرن التاسع عشر رسم أوليفر مرسن لوحة جسّد فيها هروب العائلة المقدسة الى أرض مصر. جميلة و معبّرة هذه اللوحة الفنية … و تحمل العديد من التفسيرات.
للناظر يبدو ليل صحراء مصر يحتضن برمزه ” أبو الهول” العائلة المقدسة. بين ” يديه ” ينام الطفل الإلهي في ذراعي مريم على مسافة من يوسف المستلقي الى جانب دابته.
و تشبه اللوحة أيضاً نفوسنا ….
أرضاً قاحلة، صحراء باردة و مظلمة.
ترتفع فيها ” أصنامنا “… تلك التي تستهلك فكرنا والحياة، و تقع تحت كثير من التصنيفات منها الكبرياء، و أراء الذات، المال و ألوان الملذات… نسعى وراءها كآلاهة. نعظّمها و نضعها أمامنا كحارس القبر الصامت ذاك!
و في نفوسنا أيضاً الإله الحق ينام …. فإنا نعرج في العبادة بين الإثنين، تارة نعظّم ” مخاليقنا” الأسطورية ظانين أنها تعطينا الألوهة في سلطة و قوة وملك و تارة أخرى نلتفت الى الله …
لكن في اللوحة نور ساطع يأتي من ذاك الطفل النائم.
هو الإله الحق الذي تأنس ليحقق مبتغى الإنسان الحالم.
فالإنسان دائماً يحلم أن يلامس الألوهة والحقيقي من العظائم
وهذا الحلم يجد جوابه فقط في قلب من ظهر طفلاً وهو القدير العالِم…

فيا رب، كما دخلت مصر أدخل الى نفسي وحررها من الوهم
حوّل أرضها اليابسة جنة مثمرة وأنقذها من الغوص في العدم
أنت القادر المحِب … حطم كل ما يبعدني عنك واجعل منه صنم
هلّم وادخل أرضي وحوّل نوحي والسقم الى أنشودة المؤمن المرنم
… ذاك الذي قلبه بك مغرم!

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير