كنت عرافا” لسنين طويلة مع أنني مسيحي …
كنت أدعي معرفة أمسي وحاضري وغدي
كنت سيدا” تجلس عند أقدامه النفوس المريضة،
تنظر إلي كما تنظر الامة الى سيدتها
والعبد الى ولي أمره،
كنت عارفا” عالما” متبحرا” مدعيا” منفوخا”
إلها” متألها” !
نصبت ذاتي على عرش ذاتي
أمسك بمفاتيح الحياة والموت
أشفي النفوس والاجساد
أهب ملء الامل والرجاء
بأدعيتي وتوقعاتي وتنبؤاتي
لي معرفة خفائية غنوصية سرية
لها مفاتيح مشفرة وزواريب إثني وعشرون
لا يملكها إلا قليل من “النخبة”
بها تلج المخبآت
تكشف المخفيات
وتغزو المحرمات !
كنت أستعمل الآيات المقدسة
كطلاسم سحرية
بتردادها تتحقق الحظوظ والامنيات،
كنت أجمع الارقام وأسأل عن تاريخ الميلاد
أخلط رموز الاوراق بتوقعات الافلاك !
كنت أرفع بخورا لآلهتي المجهولة
وأعتقد أنني أعبد الاله الحقيقي
وأن معرفتي هذه هي موهبة من لدنه
لأنني كنت أجهل تعاليم كنيستي والكتاب!
كنت عرافا” لسنين طويلة …
ذاهب لا محالة للهلاك
إلا أن المسيح رحمني
بصليبه خلصني
من جهالتي انتشلني
من قيودي حررني
والى الحرية أطلقني
بشفاعة قديسيه والبتول أمه!
وعرفت أنه هو أمسي وحاضري وغدي
وأن بيده مفاتيح الموت والحياة
وأنه هو وحده الاله الحق الضابط الكل
العارف بالخفايا والمخبآت
خالق العوالم التي ترى والتي لا ترى
مخلص كل البرايا والمخلوقات
وأنني لا أعرف شيئا”
وما أعرفه هو من إيحاء
“المهلك” “الكذاب أبو الكذب” !
كنت عرافا” …
واليوم أنا كلي لك يا يسوع
أقدم سني عمري لك
بتوبة وغزير دموع !
كالطفل ألتجئ إليك
تغمرني بين ذراعيك
وأسند قلبي على قلبك
كل عام وأنت سيد حياتي !
أنت فرحي!