الكاهن هو سراج مُضيء…
السّراج يضيء، ويفني ذاته لا لأجله، بل لأجل غيره، هكذا الكاهن…
أبونا يعقوب الكبّوشيّ
ذاك هو سرّ الخدمة…
إنّها خدمة أبويّة… إنّها خدمة كاهنٍ، سمع صوت الرّبّ، فراح يبثّ في أذن رعيّته هتاف الحبّ، والقداسة…
طوبى لنا، فسرّ الكهنوت هبة سماويّة، ننعم بها… سرّ الكهنوت سبحة بركاتٍ تفيض على المؤمنين سخاء سماويًّا، وتبشيرًا بكلمة الرّبّ، بالفرحة الكبرى…
يعتبر أبونا يعقوب أنّ أجمل لقبٍ للكاهن هو لقب أبٍ، فالله صنع السّماء والأرض، والكاهن يصنع الأرض سماءً….
يعتبر الكاهن وسيطًا بين الله والبشر، يُعطي الله من خلال سرّ الإفخارستيّا، والحلّة، والكرازة. ويعطي البشر لله، بعد أن يقدّسهم بالعماد، والتّوبة.
“الكاهن رجل صلاة، فهو الّذي يتكلّم مع الله، بأسلوبٍ شخصيّ، ويتشفّع عند قدميه من أجل حياته، ومن أجل شعبه”. (البابا فرنسيس)
يعتبر الكبّوشيّ الكاهن سراجًا لم يُصنَعْ ليُخفى، بل ليُشهَر، فعليه أن يعطي المثل الصّالح للجميع. فالسّراج إذا أُطْفِئ ساد الظّلام. والكاهن إن لم يعلّم ويرشد، ساد الظّلام، أي انطفأ نور الإيمان في قلب المسيحيين، وساد الجهل…
نعم إنّ الكاهن يهمس في قلب أبناء الرّعيّة، همسات حبّ من حنايا قلب الرّبّ…
الكاهن معلّم، ومربّي، ومرشد…
هكذا سمع أبونا يعقوب همس المسيح، ودعوته إلى وليمة الخلاص… هكذا كان بوق الله… هكذا كان سفير الله…
هكذا كان الكاهن، صاحب الكلمة الّتي تترك بصماتها في الأفئدة، نشيدًا ملائكيًّا، وغبطة سماويّة…
هكذا ندّى قلوب المؤمنين بقطرات القداسة، فأحيا الأفكار والنّوايا بروحانيّة متلألئة بماسات الإيمان، وطهر الخشوع، ورونق الحضور الإلهيّ…