“لِمَن يستفيدون من وباء فيروس كورونا لخدمة مصالحهم”، تمنّى البابا فرنسيس ضميراً مُستقيماً، وذلك خلال القدّاس الذي احتفل به يوم السبت 4 نيسان 2020 من دار القدّيسة مارتا.
في التفاصيل التي نقلتها لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسيّ في زينيت، تطرّق الأب الأقدس في بداية الإفخارستيا (التي نُقلت مباشرة) إلى “الأشياء الجيّدة التي يتمّ إنجازها في هذه اللحظات الصعبة ولحظات المعاناة. لكن قد يخطر للبعض أيضاً القيام بأشياء ليست جيّدة، والاستفادة من هذه الفترة واستغلالها لذواتهم ولمنفعتهم الخاصّة”.
ثمّ دعا الأب الأقدس المؤمنين إلى الصلاة “كي يمنح الرب الجميع ضميراً مستقيماً شفّافاً، يمكن أن يُظهر ذاته إلى الله بلا خجل”.
Sainte-Marthe, messe du 4 avril 2020 © Vatican Media
أمّا فيما يتعلّق بالعظة التي ألقاها، فقد أشار الأب الأقدس إلى أنّ “التجربة لا تأتي فجأة، بل تبدأ صغيرة نكاد لا نشعر بها، إذ تكون رغبة أو فكرة، ثمّ تكبر وتقترح “تبريراً” ليسقط القناع عنها وأخيراً. هذه هي مراحل الشيطان الثلاثة فينا”.
وأضاف: “عندما تتغلّب علينا التجربة، ينتهي بنا الأمر هادئين لأنّنا وجدنا تبريراً لهذه الخطيئة ولتلك الحياة التي لا تتماشى مع شريعة الرب. علينا أن نعتاد رؤية التجربة في داخلنا ومعرفتها، تلك التجربة التي تغيّر قلبنا من الخير إلى الشرّ والتي تؤدّي بنا إلى منحدر زلق… تبدأ التجارب فجأة داخلنا لأنّ الشيطان محتال ويعرف أن يسلك هذا الطريق، إذ سلكه حتّى ليصل إلى إدانة يسوع. عندما نجد أنفسنا خاطئين، عندما نسقط، علينا أن نذهب لطلب السماح من الرب. هذه هي أوّل خطوة يجب القيام بها. ثمّ علينا أن نتساءل كيف وصلنا إلى هنا؟ كيف بدأت هذه العملية في روحي؟ كيف كبرت؟ كيف برّرتُ نفسي لأقع؟”
وختم البابا قائلاً: “إنّ حياة يسوع هي دائماً مثال لنا، وما حصل ليسوع سيحصل لنا أيضاً: التجارب والتبريرات والأشخاص الصالحين حولنا الذين قد لا نُصغي إليهم، والأشخاص السيّئين الذين نبحث عن التقرّب منهم لحظة التجربة. لكن دعونا لا ننسى: دائماً، خلف الخطيئة، هناك سقوط وهناك تجربة بدأت صغيرة وكبرت ثمّ وجدنا لها تبريراً لتسقط… فليُنِرنا الروح القدس في تمييزنا ومعرفتنا الداخليّة”.