البابا: الشجاعة المسيحيّة

وصلاة على نيّة ذوي الاحتياجات الخاصّة المُصابين بكورونا من دار القدّيسة مارتا

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“الأشخاص المعوّقون المُصابون بفيروس كورونا”: تلك كانت نيّة صلاة البابا فرنسيس خلال القدّاس الصباحيّ الذي احتفل به يوم السبت 18 نيسان 2020 من دار القدّيسة مارتا، بناء على ما كتبته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسيّ في زينيت.

في التفاصيل، ومع بداية الذبيحة الإلهيّة التي نُقلَت مباشرة، أشار الأب الأقدس إلى أنّه تلقّى رسالة من راهبة تعمل كمُترجِمة لصالح البُكم والصُمّ. “لقد أخبرتني عن العمل الصعب جدّاً الذي يقوم به المعالجون والممرّضون والأطبّاء مع المرضى الذين يحملون أصلاً إعاقة، وقد التقطوا عدوى فيروس كورونا”.

ثمّ دعا البابا الجميع إلى الصلاة أيضاً “على نيّة مَن هم دائماً في خدمة هؤلاء الأشخاص الذين لا ينعمون بقدراتنا، لكن بقدرات مختلفة”.

Messe à Sainte-Marthe, 18 avril 2020 © Vatican Media

Messe à Sainte-Marthe, 18 avril 2020 © Vatican Media

أمّا فيما يختصّ بالعظة التي ألقاها، فقد كانت “الشجاعة المسيحيّة وجرأة تلاميذ المسيح” هي ما تأمّل به البابا قائلاً: “لا يمكننا أن نكون مسيحيّين بدون هذه الجرأة. فإن كنّا لا نتمتّع بالشجاعة وإن كنّا نقع في الإيديولوجيّات أو في الشّرح المتحايل، تكون الشجاعة تنقصنا، وينقصنا معها الأسلوب المسيحيّ وحرية التكلّم وقول كلّ شيء”.

شارِحاً آيات من سفر أعمال الرسل، تحديداً الكلمات التي نطق بها الرسل والشجاعة التي تكلّموا بها، قال الأب الأقدس “إنّ القدامى والكَتَبة كانوا متفاجئين لا يفهمون شجاعتهم، لأنّهم كانوا يعرفون أنّ الرسل غير متعلّمين، وأنّ بعضهم لم يكن يُجيد الكتابة حتّى! وكلمة شجاعة هي بغاية الأهمية إذ أصبحت أسلوب المُبشِّرين المسيحيّين. وهذا يعني كلّ شيء. التكلّم بوضوح… ونرى أنّ الكتبة والقدامى وقعوا ضحيّة هذا التوكيد وتلك الشجاعة لأنّها لقّنتهم درساً ولم يعرفوا ما يفعلونه. وبدلاً من تقبّل الحقيقة كما تبدو، كانت قلوبهم مغلقة وقاسية إلى درجة أنّهم بحثوا عن طريق الدبلوماسيّة والمساومة قائلين: “فلنُخِفهُم قليلاً ولنقل لهم إنّهم سيُعاقَبون كي نرى إن كانوا سيصمتون. فلنقل لهم: اذهبوا بسلام لكن لا تتكلّموا بعد الآن باسم يسوع ولا تُعلِّموا”. كان قلبهم فاسداً، فيما لا يمكن لقوّة الروح القدس التي تظهر في شجاعة التبشير، أن تدخل إلى القلب الفاسد. لذا، فلنتنبّه: خطأة نَعَم، لكن ليس فاسدين. لا تبلغوا الفساد الذي يُظهر ذاته عبر العديد من الطرق”.

وأضاف الحبر الأعظم: “نعرف جميعاً بطرس. لم يكن شُجاعاً، بل جباناً نكر يسوع. لكن بعد ذلك، مِن أين أتت شجاعة مَن أنكر يسوع؟؟ ماذا حصل في قلب هذا الرجل؟ إنّها هبة الروح القدس، الشجاعة والجرأة التي اكتسبها يوم العنصرة. وهنا تكمن إشارة المسيحيّ الحقيقيّ: إنّه شجاع ويقول الحقيقة كاملة”.

وختم البابا عظته قائلاً: “عندما أرسل المسيح تلاميذه ليُعلنوا البشارة إلى الأمم، دعاهم إلى التناغم الروحيّ وقال لهم ألّا يخافوا وألّا يرفضوا هبة الروح. إذاً، من هنا تولد الرسالة والهبة التي تزوّدنا بالشجاعة والجرأة في إعلان الكلمة. فليُساعدنا الرب دائماً في أن نكون شجعان. وهذا لا يعني مطلقاً متهوّرين، لا. الشجاعة المسيحيّة حذِرة لكنّها شجاعة”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير