البابا: الله يحبّنا بجنون

في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا وطالبًا من أوروبا الوحدة الأخويّة

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بدأ البابا قدّاسه الإلهي في دار القديسة مارتا اليوم الأربعاء حاثًا كلّ الأمم على الاتّحاد في مواجهة جائحة كورونا وصلّى بنوع خاص على نيّة أوروبا.

“في هذا الوقت الذي يكون فيه الاتحاد ضروريّ جدًا بيننا وبين الأمم، نصلّي اليوم على نيّة أوروبا، حتى تنجح في إنشاء الاتحاد الأخويّ الذي لطالما حلم به الآباء المؤسسون للاتّحاد الأوروبيّ”.

الله يحبّنا بجنون

تأمّل البابا في عظته بكلمات يسوع الموجّهة إلى نيقوديمس الذي قدّمته ليتورجيا اليوم (يو 3: 16 – 21): “إنّ الله أحبّ العالم، حتى إنه جاد بابنه الوحيد لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة فإنّ الله لم يرسل ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلّص به العالم. من آمن به لا يُدان، ومن لم يؤمن به، فقد دين منذ الآن، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. وإنما الدينونة هي: أنّ النور جاء إلى العالم، ففضّل الناس الظلام على النور، لأنّ أعمالهم كانت سيئة”. وشرح البابا بأنّ محبة الله لنا تبدو محبة جنونيّة إذ أرسل الآب ابنه الوحيد الذي مات من أجلنا على الصليب.

في الصليب تكمن كلّ الحكمة المسيحيّة

وأضاف البابا بأنّ الصليب هو ذروة التعبير عن حبّ الله لنا. وكلّ شيء يُكشَف لمن يتأمّلون الصليب. يوجد الكثير من المسيحيين الذين يمضون وقتهم في تأمّل المصلوب… وهناك يجدون كلّ شيء لأنّهم فهموا. الروح القدس يعلّمهم أنّ فيه يكمن كلّ العلم ومحبّة الله وكلّ الحكمة المسيحية. وقد تحدّث القديس بولس عن هذا الموضوع شارحًا بأنّ كلّ المنطق البشريّ مفيد حتى نقطة معينة. إنّما المنطق الحقيقي وهو أجمل طريقة للتفكير وهو يفسّر كلّ شيء، هو صليب المسيح، صلب المسيح الذي هو حماقة وجنون. إنما هو الطريق! وهذه هي محبّة الله. لماذا؟ حتى لا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة. في كلّ مرّة ننظر إلى المصلوب نجد هذا الحبّ. المصلوب هو الكتاب الكبير لمحبّة الله، وهو ليس مجرّد غرضًا نعلّقه هنا أو هناك.

النور على الظلام

“إنَّ النُّورَ جاءَ إِلى العالَم، ففضَّلَ النَّاسُ الظَّلامَ على النُّور، لأَنَّ أَعمالَهم كانت سَيِّئَة”. يوجد أشخاص ونحن غالبًا ما نكون من بينهم، لا يمكنهم أن يعيشوا في النور لأنّهم اعتادوا على الظلمة فالنور يبهرهم ويمنعهم من الرؤية. يبدو لنا في بعض الأحيان عندما نكون في الخطيئة أننا نعيش في الظلمة لأنّ النور يجعلنا نرى ما لا نريد رؤيته. إنما الأسوأ هو أن تعتاد أعيننا على العيش في الظلمة فتفقد حسّ النور”.

الفساد يعمي

إنَّ الفاسدين لا يعرفون النور وكذلك نحن عندما نكون في حالة خطيئة والبُعد عن الله، نصبح عميانًا ونشعر باننا أفضل في الظلمة ونسير قدمًا بدون أن نرى على قدر ما أُعطينا.

وفي الختام، طلب البابا أن نسمح لمحبّة الله الذي أرسل ابنه يسوع لخلاصنا أن تدخل إلى قلوبنا وإلى النور الذي يحمل يسوع، نور الروح القدس، أن يسكن فينا ويساعدنا على رؤية الأمور بنور الله، النور الحقيقي وليس بالظلمة التي يعطينا إياها سيّد الظلمة.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير