FCL

المسيحيّ يشبه الشّجرة، ماويّتها النّعمة، أغصانها الفضائل

من أقوال الطوباوي أبونا يعقوب الكبّوشي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

المسيحيّ يشبه الشّجرة، ماويّتها النّعمة، أغصانها الفضائل…

                                                أبونا يعقوب الكبّوشي

إنّها دعوة كبّوشيّة … يريد الطّوباويّ أن يوقظ فينا الإيمان ….أن يفتح بصائرنا على هويّتنا الحقيقيّة…

إنّها دعوة “أبونا يعقوب” إلى أن نحيا الثّبات في المسيح، وندرك أنّه ملأنا نعمًا، وخيرًا، وفرحًا… زَيّنتنا العناية الإلهيّة بالوزنات، الّتي تشعّ فينا خيرًا، لتلقي على الآخر بأنوار المحبّة، والقوّة…

هكذا كان أبونا يعقوب، المسيحيّ الذي تذوّق الحبّ… عرف ما أهدته إيّاه السّماء، فراح يُطيّب قلب الرّبّ، والقريب من خلال مسيرة الحبّ الّتي سلكها…

لأجل كلمة الرّبّ، ألقى شباكه، واصطاد النّفوس المتألّمة…

مشى الكبّوشيّ… زاده خير العناية الإلهيّه، وقنديل طريقه الحبّ، والإيمان…تجوّل في السّاحل، والجرد ، يدعو النّاس إلى التّوبة، والعودة إلى أحضان الرّبّ مخلّصهم.

حبًّا بالرّبّ ، راح يدرّب النّفوس على الإيمان، وعيش الفضائل، لأنّ همّه الوحيد أن ينتشل هؤلاء، من أعباء الخطيئة، والفقر، والحرمان. ألحّ على نزع الرّداءة من النّفوس، كما ترفع الحجارة، والأشواك من الأرض، قبل زرع الكرم.  تشبّه عطاؤه بنعم الأرض، وخيرات السّماء .  حاكى سخاء الطّبيعة تجرّدًا… تلك الطّبيعة الّتي تعطي دون انتظار الشّكر.

   كان المعلّم، والمرافق الرّوحي ، تأنّى بمساعدة الآخرين ، واعتبر حضوره بالقرب منهم،  كالدّواء بالنّسبة إلى المريض، لأنّه كلّمهم باسم المسيح، مخفّفًا آلامهم باسم الصّليب …

وها نحن اليوم، نتوق إلى ما يوقظ فينا الفرح، والسّلام…

يوميّاتنا صعبة، تقودنا إلى الغرق في الهموم، إلى الاكتراث بغد القلق. نُسرِف السّاعات، ونحن نبحث، ونبحث… وفي الوقت نفسه، نئنّ… ونتململ من كلّ شيء… نتمسّك بأنانيّة الاستمرار، ونصمّ آذاننا عن آلام القريب…

 إنّنا نتوق إلى”الكبّوشيّ” في مواقفه الإنسانيّة … في نضاله… في قلبه المحبّ… إنّنا نتوق إلى داخلنا المسيحيّ، الّذي يودّ أن يحيا الحبّ، والعطاء… “لا يمكننا إعادة كتابة التّاريخ فيما ندير ظهرنا لمعاناة الآخر” ( البابا فرنسيس)

معًا ، سنصلّي…

على مثال أبونا يعقوب، سنعطي الضّعف قوّةً، والفقر اكتفاءً،  لأنّنا أبناء القيامة، والرّجاء… فالمسيح هويّتنا …

” إذا لم يدعم القوّيّ الضّعيف، والغنيّ الفقير، والسّعيد الحزين، فلن تخرج الإنسانيّة منتصرة!” (الخوري أنطوان القزّي)

معًا سنصغي إلى فرح الكلمة… معًا سنهرب من العالم، وضجيجه، ونجعل راحتنا في الله…

الرّبّ معنا… فهو الطّريق، والحقّ، والحياة…. هو نور العالم… فلمَ نتخبّط في ضبابيّة الخوف؟  أكّد لنا قائلًا:” ها أنا معكم طوال الأيّام إلى انقضاء الدّهر” (متّى28: 20)

صوت الرّبّ يصرخ في أعماقنا… في صدى فراغنا، في أنين خطيئتنا … صوت الرّب يبحث عنّا دائمًا، منذ التّكوين ” فنادى الرّبّ الإله آدم وقال له :”أين أنت؟” (تكوين 3: 9)  الرّبّ يريد أن ينتشلنا من مرارة واقعنا… صوت الله، صوت أبٍ رحوم، ومحبّ…

فلنصغِ إليه ….”اليوم إذا سمعتم صوته، فلا تقسّوا قلوبكم”(عب3- 15)

الرّبّ طيّب الفؤاد، وحلو الصّوت… طوبى لنا إن سمعناه….

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

فيكتوريا كيروز عطيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير