حوار البابا مع “لازار”: ما هي الكرامة؟ 1

وأيّ طبق كان البابا ليُحضّره؟

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“الضواحي الوجوديّة هي في وسط قلب الله”: هذا ما أكّده البابا فرنسيس لأعضاء جماعة “لازار” (لعازر) قائلاً لهم: “أراد يسوع الحضور إلى ضواحينا الوجوديّة، وجعل نفسه ضاحية وجوديّة”، بناء على ما كتبته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسيّ في زينيت.

في التفاصيل، وبتاريخ 29 أيار 2020، أتت بعثة من الجماعة الفرنسيّة، يُرافقها أسقف ليون السابق الكاردينال فيليب بارباران، لزيارة الأب الأقدس في دار القدّيسة مارتا. وخلال هذا اللقاء، تحاور البابا مع العديد من مجموعات “لازار” في العالم عبر الإنترنت (مع مشاركة 40 كاميرا من العديد من البلدان)، فكان تبادل لشهادات أخبر خلالها الأعضاء عن اختباراتهم مع الجماعة، تبعه شكر للبابا لكلّ مَن شاركوا عبر الإنترنت ولمن زاروه، فحوار تضمّن طرح أفراد 10 أسئلة، على أن نتناول أسئلتهم وأجوبة البابا في مقالات مختلفة ومتلاحقة.

فيما يختصّ بالسؤال الأول، فقد كان حول “ماذا يمثّل لعازر بالنسبة إليك؟”

أمّا جواب الحبر الأعظم فقد أتى على الشكل التالي: “في المثل الذي يتكلّم فيه يسوع عن لعازر، إنّه الوحيد الذي لديه اسم، عدا عن أبينا إبراهيم. فيما للآخرين صفات: الغني، المدعوّين إلى الوليمة، مَن لم يكن ينقصهم شيء… لديهم جميعاً صفات. وبالنسبة إليّ، لعازار يُمثّل التقدمة، تقدمة الإنسانيّة وأفضل ما لديها، أي ضمير الحدود. وأحد الحدود هو الازدراء والفقر والإبعاد. لذا، يُمثّل لعازر بالنسبة إليّ قدرة شخص ما على تلقّي اسم. وأنا أتساءل دائماً: أين لعازر فيّ؟ إنّه البحث عن اسمنا الخاصّ عندما نكون على الهامش. هذا ما يعنيه لعازر بالنسبة إليّ”.

وردّاً عن سؤال “أيّ طعام كنتَ لتُحضّر لرفاقك لو كنت تسكن في أحد منازل جماعة “لازار”؟” قال البابا: “سيكون من الجيّد أن أحضّر حساء حمص”.

أمّا السؤال الثالث الذي سنتناوله اليوم في مقالنا فهو: “ماذا يمكننا أن نفعل لنعيش بكرامة عندما نكون نعاني من إعاقة نفسيّة تمنعنا من أن نُضفي على العالم ما نريد إضفاءه؟ هل المرض والضعف نداء؟”

من ناحيته، أكّد البابا أنّ “الكرامة هي طريقة للعيش أمام الله والآخرين، أي هي معنى حقيقة الأمور، التواضع، الحاجة إلى الآخرين، العيش بكرامة في الفقر والغنى، الحياة الطويلة أو القصيرة، في الصحّة والمرض… لكن العيش كأولاد لله. الكرامة هي الشرط للعيش جيّداً، سواء في الصحّة أو في المرض… يمكن أن تكون بصحّة ممتازة وأن تكون أفضل رياضيّ، لكن إن لم تكن تتمتّع بكرامة، فلا قيمة لشيء. كلّ مساء، عندما أفحص ضميري، تكون الكرامة هي الأساس فيه وأسأل نفسي دائماً: هل عشت هذا اليوم بكرامة؟ والسؤال هنا هو: ما هي الكرامة؟ هل هي ارتداء الثياب بطريقة أنيقة؟ أو التمتّع بمكانة عالية؟ أو الحصول على شهادات جامعيّة؟ الكثير من المال؟ لا! يمكن لكلّ هؤلاء الناس أن يكونوا جديرين بذلك، ويمكن أن تكون لديهم كرامة. الكرامة هي المعنى الحقيقيّ للأشياء، وهي طريقة العيش أمام الله والآخرين. إنّها هبة تلقّيناها لكوننا أبناء الله مع القوّة التي يمنحنا إيّاها ذلك… أمَا بكى بطرس بمرارة جرّاء افتقاره للكرامة وجرّاء شعوره بالخجل عندما أنكر يسوع ثلاث مرّات ليلة العشاء السرّي؟”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير