نقلت “لوسيرفاتوري رومانو” الصادرة بتاريخ 7 حزيران 2020 “قصّة صغيرة عن التضامن” في الإكوادور، أو مبادرة مربّي دواجن خلال فترة العزل الصحّي التي سبّبها فيروس كورونا.
كان ألفارو رامون، كما كتبت أنا ليزا أنطونوتشي، وبناء على ما ورد في مقال أعدّته الزميلة إيلين جينابا من القسم الفرنسيّ في زينيت، مربّي دواجن ومُنتج حليب في منطقة الإكوادور الأمازونيّة. وقد طبّق تقنيات مستدامة في عالم الحيوان بفضل التنشئة التي تلقّاها في إطار مشروع لتربية الحيوانات.
لكن خلال فترة العزل، كاد حليب أبقاره يفسد ويُطرَح بسبب الوباء وعدم خروج الناس لشراء الأغراض. فخطرت له فكرة تقديمه وتسليمه إلى منازل أفراد مجتمعه الذين كانوا بحاجة إليه؛ مع الإشارة إلى أنّ مقاطعة “مورونا سانتياغو” الإكوادورية حيث يعيش ألفارو ويعمل، تمتدّ من منحدرات الأنديز الشرقيّة حتّى سهول حوض الأمازون.
بعث ألفارو برسالة عبر وسائل التواصل قائلاً: “إن كنتم تعرفون مَن هو بحاجة إلى الحليب، يمكننا أن نزوّده به”. وخلال دقائق، انهالت الأجوبة عليه من أمّهات لأولاد صغار، من أشخاص كبار في السنّ، ومن عائلات كبيرة كان أفرادها يتوقون للحصول على المساعدة. وهكذا، بدأ مربّي الدواجن يوزّع مجّاناً الحليب اليوميّ على الجماعة التي يعيش فيها منذ أكثر من 35 سنة.
وفي الإكوادور، كما في أماكن كثيرة من العالم، تسبّب العزل بخسارة في المردود وبكميات محدودة من الطعام ومياه الشفة بالنسبة إلى جزء كبير من السكّان. كما وأنّ القيود المفروضة منعت المُنتجين الصغار من تزويد الأسواق بالسِّلع. إلّا أنّ الطيبة واللطف كانا الحلّ، خاصّة وأنّ الحليب كان ثميناً بالنسبة إلى العديد من الأشخاص في المنطقة. وهكذا، حصل ألفارو على الإذن ليتجوّل بشاحنته، وكان يوزّع يوميّاً 50 ليتراً من الحليب على حوالى 20 عائلة، ممّا عاد عليه بالكثير من الامتنان والشكر والتعليقات الإيجابيّة على وسائل التواصل.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ قصّة ألفارو رامون منشورة على موقع الأمم المتّحدة الإلكتروني، فيما أشارت المنظّمة إلى أنّ مبادرة تربية الحيوانات التي ذكرناها في بداية المقال زادت من إنتاجيّة الدواجن وعائدات المزارعين. كما وسمح المشروع للمنتجين الصغار بالحصول على تمويل صغير عبر “مبادرات خضراء”. أمّا منظمة “الفاو” فتقول إنّ “الأزمة التي نواجهها تُعزّز النظرية القائلة بإنّ وسائل الصمود هي التي تسمح بتخطّي الصدمات. لكنّ اللطف يوحّد الجماعات ويساعدها على المضيّ قدماً”.