من يحبّ الله، يشبه دوّار الشّمس، يتّجه دائمًا نحو الشّمس، حتّى ولو حجبتها الغيوم…
أمّا أنت فقل: “أحبّك يا ربّ بكلّ قوّتي”
أبونا يعقوب الكبّوشيّ
يا لها من نبضاتٍ جميلة، ومقدّسة عندما نجعلها تحيي قلوبنا حبًّا بالرّبّ!!!
إنّها فرحة الحياة… الرّبّ أحبّني… وها إنّي مع كلّ نفسٍ أتنهّده، أحيا حبّه، وأهديه حبّي… !
إنّه الحبّ الحقيقيّ القائم على مبادلة الحبّ بالحبّ…
“ذلك أنّ كمال الحبّ، يستحقّ أن يُحَبَّ حبًّا كاملًا ” ( الأب فرنسوا فاريون اليسوعيّ)
يعتبر الكبّوشيّ أنّ الحياة ثمينة للغاية، عندما يكرّس الإنسان وقته، وأعماله لمحبّة الله…
يعتبر أنّه يستحيل علينا أن ندرك قدر محبّة الله لنا… من أجلنا صار طفلًا، تخلّى عن سعادة الفردوس، ومجده. أَوْلانا نعمه، وتعاليمه. كنّا كثيري الخطايا، غسلنا بدمه… لم يطاوعه قلبه أن يتركنا يتامى على هذه الأرض، أعطانا ذاته في سرّ القربان، فصار لنا رفيقًا، وطبيبًا، ومحاميًا، ولقاء فرحٍ، وحياة…
شابه الكبّوشيّ نبتة دوّار الشّمس، وألقى برأسه على أنوار الصّليب… استدار، ورفع عينيه نحو أنوار الرّبّ … بادل الحبّ بالحبّ، وأحبّ المصلوب بكلّ قوّته…
عرف النّظر بحدقات قلبه، بحدقات إيمانه، فرأى جيّدًا، رأى قلب القريب، رأى أبعد من الضّعف، والفقر، والألم… رأى الله في كلّ شيء… رأى الحبيب في كلّ شيء، وعاش معه غبطة اللّقاء…
وهذا ما يدعو إليه البابا فرنسيس في قوله: “وحده الّذي ينظر بواسطة القلب، يمكنه أن يرى جيّدًا، لأنّه يعرف كيف يرى من الدّاخل، فيرى الإنسان أبعد من أخطائه، والأخ أبعد من ضعفه، والرّجاء في الصّعوبات، والله في كلّ شيء.”
يا ربّ زدنا إيمانًا… ساعدنا كي نشابه “أبونا يعقوب” ونستدير نظيره، نحو أنوارك ، باحثين عن سرّ ضياءٍ يحيي نفوسنا غبطةً، وجمالًا…
يا ربّ زدنا إيمانًا… كي نتقدّم منك حاملين أشواقنا، ونبض قلوبنا، لنقابلك يا كمال الحبّ، بفيضٍ من الحبّ