The wind blows wherever it wishes (John 3:8)

Pixabay CC0

الخروج الى الحياة … لا من الحياة

هلموا ننفتح على روح الرجاء والإيمان و المحبة

Share this Entry

في غالبية حالات الانتحار نكون أمام نتيجة محزنة لخلل عاطفي ونفسي قد نستطيع توصيفه بسرطان عاطفي أو سكتة وجدانية أو حساسية غير مضبوطة جرّدت الإنسان من المرونة اللازمة لإستمرارية العيش. لذلك تجاه تلك النفوس الإستثنائية لا يجب أبداً ان نقف موقف المعادي… ولكن استطراداً، دعونا نفهم حساسية “المريض – الضحية” دون أن نجعله بطلاً، ولندرك انه ليس من الصحي توزيع المسؤولية عن موته جزافاً ولنضع حبنا لل”النكديات” جانباً!
الإقدام على الانتحار يبقى مرضاً تتشعب مسبباته الى ميادين عدة منها الإجتماعية – الإقتصادية والأهم عائلية، بيولوجية و نفسية – عاطفية وصولاً الى الروحية منها. و معالجته كظاهرة تقتضي أخذ كل هذه بعين الإهتمام.

في هذه الأثناء:
علينا التنبّه من النفس الإكتئابي – الإنتحاري العام الذي ننتهجه والذي يساهم من حيث لا ندري بتقليص مقاومة سليمة لرداءة الوضع الذي نحن في وسطه.
هل هنا دعوة الى الهروب من الواقع الى أحضان الأوهام؟
طبعاً لا! لكن هنا دعوة أن نميّز موقعنا من هذا الواقع :
هل نحن يائسين إنتحاريين أم مؤمنين قياميين؟
فإن القيامة تبقى التحدي الأساسي ل” حقنا في اليأس”.

نعم، الوضع غاية في الصعوبة لدرجة أنه من السهل أن نعاين أنفسنا وجهاً لوجه مع أسوأ الشياطين … من يدعى اليأس : ذاك الذي يقضي على إحساسنا بالدهشة ، ويدفعنا للاعتقاد بأن لا شيء جديد يمكن أن يحدث لنا. يشلنا وفي حالة استقالة من الحياة ،نجد أنفسنا و نحن نعلن – عن وعي أو عدم وعي – أن : “هكذا كانت الأمور دائمًا بالنسبة لنا ، وهكذا ستكون دائمًا! لقد فات الأوان … وانطوت صفحة الأمل ” . فتضحي ايامنا قبورنا فيها يتجدد موتنا … الى ان نصل الى خاتمة مميتة ” لا داعي لحياة تشبه حياتنا ” !

في المقابل روح القيامة هي دائمًا ، كما كانت في المرة الأولى ، مفاجأة غير متوقعة تمامًا… استحالة حدثت لتتحدى كل حكمة المنطق البشري المقفل. القيامة هي اسطورة براءتنا التي تتحقق. فوق واقعنا المنكوب و “المحسوب” وفوق كل ” محتم” غير مرغوب ، هي الجديد الذي بالخير يفاجئنا. روح القيامة :
هي تبَلور الإيمان بالله وتجسُد النعمة . تقف لتحذرنا من تصغيرنا لله ونعمته لتناسب عقولنا… تتحدى يأسنا وإحباطنا على جميع المستويات في يومياتنا.
تدعونا أن نخرج من قبورنا العميقة وندع الله يدحرج لنا الحجر الذي يسد باب القبر.
نعم، واقعنا ” جلجلي” (نسبة الى الجلجلة) . و لكن حذارِ من ” نبواتنا” التعيسة التي نسعى الى تحقيقها ذاتيا لأن – من حيث ندري أو لا ندري – حين تصبح رؤيتنا إنهزامية تعود لتهزمنا في النهاية! في هذا المنطق والمنطلق : نصبح جميعنا “إنتحاريين”!
و لكن…
من قلب الجلجلة: هلم نرفع الرؤوس ليدهشنا الحجرالمدحرج و يبهرنا نور القيامة.
و حين – كتلاميذ المسيح بعد الصلب – نهم للعودة الى “صيد الخيبات” فلنقاوم و نتحدى صلباننا بمنطق القبر الفارغ و لنخلع أغطية الكتان التي تلفنا كالموتى.
هلموا نتشجع ونخرج من قبورنا لنتيقن ان من كنا نظن أنه منطق “غريب ” قد يتبين أنه منطق المسيح؛ هلموا ننفتح على روح الرجاء والإيمان و المحبة ولندع رياحها تكون رياح التغيير الحقيقي في فعلنا وردة فعلنا…
فهذه الرياح هي الوحيدة القادرة أن تقود سفينتنا للخروج الى الحياة … لا من الحياة.

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير