Public domain, via Wikimedia Commons

إلامَ تدعونا قديسة اليوم فيرونيكا جولياني؟

عيد القديسة فيرونيكا جولياني، في 9 تموز

Share this Entry

مهما تعددت ألوان ظروفنا – قاتمة كانت أو زاهية – فإننا نسعى دوماً لتشكيل صورة لنا نود لو لا تُنسى أبدا. من ناحية أخرى، من شأن كل روحانية سليمة أن تساعدنا – بوسيلة او بأخرى – لنتعرّف على الصورة الإلهية المطبوعة فينا يوم شكّلنا خالقنا. أما التحدي فهو أن نحافظ عليها مهما تبدلت فصولنا.

اليوم نعيّد لقديسة مميّزة هي أورسولا جولياني والتي إتخذت في حياتها الرهبانية إسم فيرونيكا الذي يعني (الصورة الحقيقية). و كأنها بهذا الإسم أرادت – على مدار الساعة – تنبيهاً لا ينفك يوقظ فيها هذا الوعي للهوية الأساسية التي شكلها عليها الله … ويدعوها ان تجدد “نعم ” واعية فوق معوّقاتها التي تمنع تحقيق ” نِعمها”. قضت فيرونيكا رحلة عمر بدأت بوعي لهذه الهوية ثم بقبول ثم بصعود حتى باتت الصورة: تشابُهاً حميماً….. طبعاً، مرت القديسة بآلام و تجارب ولكنها عانقتها كأحجار رُميت عليها فأخذتها و شيدت بها هيكلاً منه يصعد التسبيح لا التقبيح !!!

اليوم، نحن مرمى لحجارة كثيرة وقعها علينا مؤلماً و ثقيلا… ولكن يبقى الخيار لنا:
هل نُدفن تحت حقدها أم نتجرأ و نرى بغير ضيق منظارنا؟ وهل نلتمس نظرة الله لنرى صورته فينا و بمن حولنا ؟! عندها يصبح العالم كله هيكلاً و الحجارة التي بها رُمينا تصبح مذبحاً نحرق عليه ضيق أنانيتنا لتلمع كالذهب صورة الحب فينا.

فيرونيكا اليوم لا تدعونا لتقديس الألم – كما يخطأ بالتفكير بعضٌ منا – بل أنها تدعونا لتقديس الحب فوق آلامنا. في كلماتها الأخيرة التي فاضت في التاسع من تموز ١٧٢٧ تؤكد ان الحب هو الهدف : ” الحب كشف عن ذاته… هذا هو سبب تألمي. قولوا ذلك للجميع … قولوه للجميع”
اليوم، على بعد مئات السنين من ذاك التاريخ لا زال السؤال حاضراً :
هل يمكننا رؤية صورة الحب فينا و في الآخرين؟
إذا كان الجواب إيجابياً عندها سنعرف كيف نحمل آلامنا صلباناً تزهر قيامة.
مسألة صورتنا هذه مصيرية: فبحسبها نعيش هنا و عليها نثبت أبدية!
اليوم، نتطلع بالقديسة فيرونيكا و منها نستمد قوة امام اختبارنا للرؤية الحقيقية.
اليوم، من قلب جلجلتنا علّنا جميعاً نطبع عالمنا بصورة الحب التي عليها الرب أبدعنا.

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير