طالما المائيّة النّباتيّة تسري في الشّجرة، تبقى الشّجرة حيّة، وتعطي ورقًا، وزهرًا، وثمرًا. بدون مائيّة، يكون اليباس، والموت. المائيّة الإلهيّة هي روح الإيمان. إن وجد فينا الإيمان وعملنا به، تكون أعمالنا كلّها مثمرة، تنضجها شمس النّعمة.
الطّوباوي أبونا يعقوب الكبّوشيّ
إنّها الفضيلة… إنّها هديّة السّماء… إنّها النّعمة الإلهيّة في حياتنا… إنّه وعد الخلاص… إنّه نبض الحياة …إنّه الإيمان بالرّبّ…
ما نريده حقّا هو الغاية الأسمى… هو الامتثال أمام الرّبّ بهيئةٍ ترضيه، بيدين مزودتين بباقات من وزنات الخير، بقلبٍ ينبض على وقع الحبّ…
يعتبر أبونا يعقوب أنّه لا بدّ أن نكون أصحاب إيمانٍ، وعمل… إذا قلّ إيماننا تصبح أعمالنا دون رونقٍ، ودون جمالٍ روحيّ. يعتبر أنّ مطر النّعم يسقط من السّماء بغزارة، لكن يجب أن نقلب الأرض، ونفلحها، يجب أن نتعب، ونعرق…
” ماذا ينفع الإنسان، يا إخوتي، أن يدّعي الإيمان من غير أعمال؟ أيقدر هذا الإيمان أن يخلّصه؟” ( رسالة القدّيس يعقوب 2/14)
يعتبر الكبّوشيّ أنّ الإيمان المسيحيّ مبنيّ على كلمة الله، وحقيقة يسوع المسيح الّذي ضحّى بنفسه من أجلنا. إيماننا قائمٌ على محبّة الرّبّ، تلك المحبّة الّتي تتجسّد بالتّضحية، والعمل، وحمل الصّليب…”لا تكن محبّتنا بالكلام، أو باللّسان، بل بالعمل، والحقّ” ( يو1: 3 /18)
لنفوزَ، علينا بالجهاد…. علينا بإنكار ذاتنا، والتّضحيّة لنجعل من إيماننا، إيمانًا فاعلًا، ومستعدًّا، وشجاعًا، لا يخاف أشواك الطّرقات، أو ظلام اللّيل…
ذاك الإيمان الّذي يبثّ في استمراريّتنا قوّةً، تتحدّى كلّ ما يشوّه شفافيّة السّلام، والرّجاء…
ذاك الإيمان الّذي نتحدّى به صواعق الحياة، وزوابع التّجارب، فنحيا الثّبات، والالتزام في كلّ كلّ ما يقرّ أنّ الرّبّ قوّة حياتنا… المسيح حجر الزّاوية … إنّه الأساس الّذي نبني عليه، فتثمر نعمه فينا ثمار الخلاص، والحياة…
إنّه إيمان ممارس في العمل . أساس إيماننا هو يسوع. عليه نبني …
لنعِ أهميّة جهادنا المسيحيّ، وحياتنا المسيحيّة الّتي يقودها الإيمان، من خلال الأعمال الصّالحة، إلى بناء مداميك الحياة الأبديّة مع يسوع المسيح….
