لم يتمّ بعد تحديد تاريخ التدشين، لكن مِن بُعد، يمكن رؤية ارتسام هيكليّة الكنيسة والمسجد اللذَين يُشيَّدان جنباً إلى جنب على قطعة الأرض نفسها في المقطم (مصر)، شمال شرق القاهرة.
في التفاصيل التي أوردها موقع وكالة فيدس الإلكترونيّ بقسمه الفرنسيّ، لا يظهر سياج أو حدّ فاصل في الهندسة بين الكنيسة والمسجد، أي موقعَي العبادة المُخصَّصَين لمشاطرة الخدمات والمساحة المشتركة.
ويتعلّق الأمر بتحقيق مشروع أراده بشدّة البرلمانيّ المصريّ نبيل لوقا بباوي، المعروف بمبادراته الهادِفة إلى تعزيز الوفاق الوطنيّ والتعايش المتضامن بين جميع شرائح المجتمع المصريّ.
أمّا فكرة بناء كنيسة ومسجد جنباً إلى جنب، في إشارة إلى الوحدة الوطنيّة التي تجمع المسيحيّين والمسلمين ضمن هويّة وطنيّة مشتركة، فقد راودت بباوي عام 2013، وهي سنة طبعتها عشرات الاعتداءات على كنائس من قبل مجموعات إسلاميّة، إثر إزاحة الرئيس محمد مرسي عن السُلطة.
وبحسب المشروع الذي يُموّله بباوي، ستكون هناك مكتبة في جوار المساحة التي تضمّ الكنيسة والمسجد، حيث سيُمكن قراءة وشراء كتب روحانيّة ولاهوتيّة، وكتب دينيّة مسيحيّة ومسلمة مع كاتالوغات، باستثناء الكتب والمنتجات التي تستوحي من التعصّب الدينيّ، وتُستَعمَل كأسلحة لنشر الأكاذيب من قبل مَن يحتقرون مُعتقد الغير.
والمشروع النهائيّ، كما أشار إليه بباوي في إعلانات عديدة نشرها موقع CoptsToday، يتضمّن أيضاً بناء أمكنة ترفيهيّة ومكتبة ألعاب في المنطقة نفسها، كي يتمكّن المسيحيّون والمسلمون مِن ترك أولادهم يلعبون معاً فيما يُشاركون في رُتب الصلوات. وهذا سيُساعد الأجيال الجديدة على النموّ بعيداً عن أخطار التعصّب.
من ناحيتهم، يعتبر مؤيّدو مبادرة مشروع المقطم أنّه اختبار يجب إعادته في أحياء أخرى من القاهرة ومدن مصريّة أخرى، لا سيّما بفضل مساهمة رجال أعمال مسيحيّين ومُسلمين.
وختم موقع وكالة فيدس المقال بالإشارة إلى أنّ “إرادة تحقيق مشاريع هندسية تهدف إلى تعزيز التعايش المتضامن بين الهويات الدينيّة المختلفة للشعب المصريّ، تبدو من خصائص قادة البلاد الحاليّين. يكفي التفكير في الكاتدرائية القبطية الجديدة وفي المسجد الكبير المُشيَّدَين بفضل إرادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في المنطقة التي تبعد 45 كيلومتراً عن القاهرة، والتي ستُصبح العاصمة الإدارية الجديدة للبلد”.