Monk prayer solitude

Josealbafotos - pixabay - cc0

هل كل ما يحصل في عالمنا “قدر الله لنا” و هل تغيّر صلاتنا مصيرنا؟؟؟

لماذا  نصلي و نطلب شفاعة العذراء و القديسين ؟؟؟

Share this Entry

معرفة الله المسبقة ليست نفسها مشيئته! يشبه الأمر وقوفك على قمة مطلة تمكنك من رؤية الطريق و حين ترى ان سيارة مسرعة دخلت عكس اتجاه السير و بعد المنعطف سوف تصطدم بأخرى : هذا لا يعني أنك أنت المتسبب بالحادث! بل على الأرجح وقفت تصرخ بالمخالف كي يتنبه… هكذا الله يرى السوء مسبقاً، يفعل المستحيل كي نتجنب الإصطدام و بهذا عنايته بنا ؛ ولكن بإهتمامه لا يهدم الطريق فالحرية هي مسارنا.
لأن إذا كان كل ما يحدث لنا هو ما كتبه الله لنا: لم يعد الشر “شرنا” و لا الخير خيارنا و دينونته على اعمالنا و نوايانا يجب ان تتجه صوبه لا صوبنا !!!
لا! ليس الأمر كذلك، فربنا أهدانا الحرية كي نستطيع ان نختاره بحب …
و لا حب يأتي بالغصب!

ولكن يقف من يعترض، أنا لم أختارعائلتي، أمي، أبي،موطني… هذا صحيح!
فنحن لنا حرية الخيار ضمن مسار.
ولكن الا تؤثر عائلة مؤمنة على خيار أولادها مثلاً و العكس صحيح؟ الحقيقة، هي ان حريتنا ممنوحة لنا بكل ظروفنا، و الرب يقف أبداً على بابنا يستأذن دخوله على حياتنا. و للمراقب الجيد، كم من عائلات مؤمنة جنح أحد أبنائها أو بناتها الى خيارات أخرى بعيدة عما تلقوا من توجيهات. وكم من القديسين تربوا في بيئة مناهضة للإيمان. وهنا أهمية تنوّع شهادة القديسين: نرى بينهم المتقدم في السن أو العلم أو المراتب الإجتماعية أو حتى السياسية …. و منهم صغير في السن و متواضع في تحصيله العلمي أو وضعه الإجتماعي… منهم النساء و بينهم الرجال … منهم مكرسين و بينهم علمانيين… ويطول التوصيف ولكن أمامنا الدليل على ان إختلاف الظروف ليست عائقاً فاصلاً لخيار أن نكون مع الرب. و لكن من ناحية أخرى هذا الأمر يدعونا أن نكون حتماً بعيدين عن دينونة الآخرين و نترك أمر الإدانة حصراً بيد رب العالمين.

نأتي للصلاة.
بتنا نعرف إن الله لا يتغير!! و هو منذ البدء يشاء لنا الخير الأسمى.
و أن نفترض أن صلاتنا أو حتى شفاعة العذراء و القديسين تغيّر الأحداث بطريقة سحرية هو أمر غير صحيح و بعيد كل البعد عن الواقع.
إذاً لماذا  نصلي و نطلب شفاعة العذراء و القديسين ؟؟؟
الواقع أن صلاتنا و شفاعتهم تضعنا على نفس ‘ موجة الله’. من يتغيّر هو قلبنا ليبقى مثال وصلاة العذراء الأم و القديسين عاملاً هاماً يساعدنا أن نميّز و نثق أن في مشيئة الله خيرنا الأسمى، و فيها كل السند و طبعاً تخلو من النكد!!! فقد إعتدنا أن نردد : “لتكن مشيئتك” على مضض…. فعلّنا نأخذ مثال العذراء و القديسين ككبار و متقدمين في عائلتنا الروحية و لنثق بالله مهما كانت ظروفنا و لنسلّم له و لنحسن الظن به فليس هناك أجدر من الله بحسن ظننا.

على مسرح العالم و في كتابة تاريخ الإنسانية علّنا لا ننسى ان لنا دوراً و ان ربنا و ضعنا كلاعبين و كمخرجين على حد سواء. تحت أنوار الزمن ما الذي تريد أيدينا أن تعكسه؟
كل منا يختار دوره… في هذه الأثناء، علنا نذكر قول قديسة من زمننا:
كانت الأم تريزا، أم الفقراء، تردد في خضم جهادها على الأرض :
” و أدركت أن الصلاة لا تغيّر قلب الله بل تغيّر قلبي أنا ” !!!

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير