نشرت مكتبة الفاتيكان باللغة الإيطالية كتاباً تمّ تأليفه بالألمانية ونشره في حزيران الماضي من قبل الكاردينال والتر كاسبر (الرئيس السابق للمجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين) والأب جورج أوغستان الذي أسّس “معهد الكاردينال والتر كاسبر”.
وفي الكتاب الذي يحمل عنوان “الشراكة والرجاء: الشهادة على الإيمان في زمن فيروس كورونا”، بناء على ما كتبه كزافييه سارتر من القسم الفرنسيّ في موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني، يعود المؤلّفان إلى “كيفية الشهادة في زمن الوباء”، فيما لم يتمّ الاحتفال بالقداديس علناً في العديد من البلدان الأوروبية، وما زال الأمر سارياً في قارّات أخرى.
من ناحيته، وقّع الأب الأقدس مقدّمة الكتاب وعاد فيها إلى الأشهر الأخيرة التي مرّت، وإلى ما علّمنا إيّاه وباء فيروس كورونا، لا سيّما من الناحية الروحيّة.
وذكّر البابا فرنسيس أنّ “هذا الوضع المأساوي جعل الهشاشة والحاجة إلى الفداء واضحتَين، وأعاد التشكيك في العديد من المُسَلَّمات التي كنّا نتّكىء عليها في حياتنا اليوميّة وفي مخطّطاتنا ومشاريعنا”.
وأشار الحبر الأعظم إلى أنّ “هذه الأزمة تمثّل جرس إنذار وزمن اختبارات وخيارات كي نتمكّن من توجيه حياتنا نحو الله بطريقة متجدّدة… هذه الأزمة أظهرت لنا أنّنا في الحالات الطارئة نعتمد على تضامن الآخرين. وهذه الأزمة دعتنا لنكون في خدمة الآخرين بطريقة جديدة، وعليها أن تهزّنا حيال الظُلم الشامل كي نستيقظ ونشعر بصرخة الفقراء وصرخة كوكبنا المريض”.
في سياق متّصل، ذكّر الأب الأقدس في مقدّمته أنّ “خطر التقاط عدوى أيّ فيروس يجب أن يُعلّمنا نوعاً آخر من العدوى، ألا وهو عدوى الحبّ المنتقل من قلب إلى آخر”. وأضاف: “أنا ممتنّ حيال جميع إشارات الاستعداد والمساعدة والالتزام البطوليّ للطاقم الصحي والأطبّاء والكهنة. خلال هذه الأسابيع، شعرنا بالقوّة التي تنبع من الإيمان”.
ومن أبرز الجمل التي يمكن قراءتها في مقدّمة البابا فرنسيس: “مثل عاصفة هبّت بلا إنذار، فاجأنا فيروس كورونا جميعاً وغيّرنا على الصعيد الشخصيّ والعام والعائلي والمهني… كما وأجبرنا الوباء على التشكيك في جذور سعادتنا وإعادة اكتشاف كنوز إيماننا المسيحي… وهو يُذكّرنا بأنّنا نسينا أو أخّرنا ببساطة بعض المسائل الأساسيّة في حياتنا. إنّه يجعلنا نقيّم ما هو مهمّ وضروريّ، ونعرف ما هو ثانويّ أو سطحيّ”.
ثمّ ختم البابا مقدّمته بالتعبير عن آماله بأن يُساعد الكتاب الناس على اكتشاف “معنى جديداً للأمل والتضامن”: “تماماً كتلميذَي عماوس، سيُرافقنا الرب في المستقبل عبر كلمته وعبر كسر الخبز في الإفخارستيا. وسيقول لنا: لا تخافوا لأنّني غلبت الموت”.