Nuccia -Gaetana - Tolomeo @ Vatican News

قريبًا… نوتشيا العلمانية الإيطالية على مذابح القداسة

ستون عامًا قضت حياتها مشلولة تصلّي من أجل الآخرين

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

اعترف الفاتيكان بأعجوبة اجتُرحت بشفاعة غايتانا تولوميو (1936 – 1997)، المعروفة باسم نوتشيا، وهي علمانيّة إيطاليّة، عاشت 60 عامًا من حياتها مشلولة تصلّي على نيّة الآخرين.

في 30 أيلول 2020، سمح البابا لمجمع دعاوى القديسين بإصدار أربعة مراسيم ومنها أعجوبة اجتُرحت بشفاعة العلمانيّة الإيطاليّة، استشهاد أربعة كهنة إسبانيين و”الفضائل البطوليّة” لراهبتين إسبانيّتين.

الأعجوبة

حصلت الأعجوبة التي اجتُرحت بشفاعة نوتشيا إلى العام 2014 بحسب ما أفاد موقع Avvenire.it مع امرأة من كانتانزارو، من مدينة نوتشيا، في كالابريا (جنوب إيطاليا)، حامل، وقد أظهرت الموجات فوق الصوتية أنّ الجنين ملتصق في عنق الرحم، إلاّ أنها رفضت الإجهاض بعدما حاول الأطبّاء إقناعها عدّة مرّات.

وفسّر مجمع دعاوى القديسين: “كانت تعلم المخاطر إنما قرّرت مواصلة الحمل. ثمّ أظهرت الموجات فوق الصوتيّة اللاحقة أنّ الجنين كان في الرحم ويتطوّر بشكل طبيعيّ، لذا كان هناك استمرار فيزيولوجيّ للحمل حتى الولادة، فولد الطفل سليمًا بعمليّة قيصريّة. وأتت مبادرة استدعاء نوتشيا من مرشد المستشفى الذي رافق المرأة الحامل وزوجها وغيرها من الأمّهات الأخريات.

سيرتها الذاتيّة

وُلدت غايتانا تولوميو في كاتانزارو في 10 نيسان 1936. كانت صغيرة جدًا عندما أُصيبت بشلل تدريجي وحاولوا معالجتها إنما دون جدوى. عند عودتها إلى المنزل، رأت أنّ والدها لم يقبل حالتها الجسدية فقرّرت أن تقوم بالمستحيل لاهتدائه. ساعدها أنسباؤها وأصدقاؤها في ذلك فأعطت معنى لحياتها من خلال الصلاة على نيّة كلّ من يسألها الصلاة، مع الشبيبة والمساجين. رأت مرضها مشاركة مع آلام المسيح. كلّ يوم كانت تتناول القربان وتتلو المسبحة الوردية ودرب الصليب.

ابتداءً من العام 1994، أصبحت صوتًا معروفًا على “راديو ماريا” وكانت غالبًا ما تقوم بمداخلات على إذاعة “الأخ” (Il Fratello). في رسائلها، كانت تتوجّه إلى الجميع، بالأخصّ المساجين والمتألّمين في جسدهم ونفسهم، ومدمني المخدرات والبغايا والعائلات التي تعاني الصعوبات.

في رسالة الفصح في العام 1995، قالت نيتشيا: “بفضل صليب المسيح، يمكنني أن أؤكّد اليوم مع الرسول بولس “لستُ أنا الحيّ، بل المسيح الحيّ والعامل فيّ”. بفضل الصليب، استعادت حياتي المعنى تدريجيًا، التي يبدو وكأنها تحطّمت ظاهريًا وعقيمة وفارغة. حتى في خضمّ المرض والألم، يمكن لمخلوق مثلي أن يجعل من نفسه مفيدًا، مقدّمًا صليبه لله بالاتحاد مع صليب المسيح وطالبًا الشفاعة لخلاص البشريّة. مع المسيح وبالمسيح وللمسيح، أصبح الصليب رفيق دربي، كلّ ألم يسعدني عندما أفكّر في الهدف.

كتبت نسيبتها إيدا تشيفاري في سيرتها الذاتية: “أصبحت نوتشيا أقوى أكثر فأكثر، لأنها فهمت أنّ الربّ كان يستخدمها كوسيلة ليربح العديد من الإخوة بالمسيح. إن لم أحترق حبًا، فسيموت الكثيرون من البرد!” وبالرغم من أنّ حالتها الجسديّة كانت تسوء أكثر فأكثر، لم يمنعها ألمها من كبت محبّتها ورغبتها الكبيرة بالإعلان للجميع أنّ الربّ هو محبّة رحومة وشفوقة”.

ذاع صيت قداسة نوتشيا، بعد موتها في 24 كانون الثاني 1997 حتى فُتحت دعوى تطويبها. وفي 6 نيسان 2019، سمح البابا فرنسيس بإصدار مرسوم جعل من نوتشيا مكرَّمة وجثمانها يرقد منذ الأوّل من تشرين الثاني 2010 في كابيلاّ المصلوب في كنيسة مونتي دي كتانزارو.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير