“جميعنا إخوة” إنها حقيقة وجوديّة يعتبرها البابا فرنسيس كأمر محتوم: جميعنا إخوة وأخوات، لا أحد مستثنى!” هذا ما أكّده الكاردينال ميغيل أنجيلو أيوزو غيكسو، رئيس المجلس الحبريّ للحوار بين الأديان، عند تقديم الرسالة البابوية للبابا “جميعنا إخوة” حول الصداقة الاجتماعية، في 4 تشرين الأوّل 2020، في الفاتيكان.
وأكّد رئيس الدائرة أنّ الحوار بين الأديان يندرج في صلب تأمّلات البابا وأفعاله. وأضاف: “من خلال اعتبار الاحترام والصداقة موقفين أساسيين، فتح بابًا آخرًا، حتى يستطيع أكسجين الأخوّة أن يدخل إلى قلب الحوار بين الأشخاص المنتمين إلى تقاليد دينية مختلفة، بين مؤمنين وغير مؤمنين، وكلّ الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة”.
بالنسبة إلى الكاردينال أيوزو، المؤمن هو شاهد وحامل للقيم ويساهم بشكل كبير في بناء مجتمعات أكثر عدلاً وسلامًا: “البرّ والخلاص وحبّ الخير العام والاهتمام بالآخرين بالأخصّ من هم بأكثر حاجة، والحرص والرحمة هي أدوات ثمينة تشكّل الكنز الروحي لمختلف الأديان”.
أنا جدّ ممتنّ لهذه المناسبة التي مُنحت إليّ حتى أقدّم الرسالة البابوية “جميعنا إخوة”، المكرّسة للأخوّة والصداقة الاجتماعية: هدية ثمينة قدّمها لنا الأب الأقدس، ليس فقط لنا، نحن الكاثوليك، بل البشريّة جمعاء”.
وأضاف بأنّ الحوار بين الأديان هو بحق في صلب تأمّلات وأعمال البابا فرنسيس. في الواقع، كما يؤكّد في الرسالة البابوية “جميعنا إخوة”: “البحث عن الله بقلب صادق، بشرط عدم استخدامه لمصالحنا العقائدية أو العمليّة، وهذا يساعدنا على التعرّف على بعضنا كرفاق درب، كإخوة بالفعل”.
يؤكّد عنوان الرسالة على الرغبة في التواصل مع الآخرين كإخوة وأخوات. إنّ درب التواصل بين الناس من تقاليد دينية مختلفة لا يبدأ الآن بالتأكيد. إنه جزء من الرسالة الأصليّة للكنيسة وهو متجذّر في المجمع الفاتيكاني الثاني.
مثّلت وثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والتعايش المشتَرَك، التي وقّعها البابا فرنسيس والإمام الأزهر أحمد الطيب، في 4 شباط 2019 في أبو ظبي، علامة فارقة على درب الحوار بين الأديان، والتي لم تحدّد لا البداية ولا النهاية. نحن كلّنا نسير على الدرب نفسه! برؤية بعيدة النظر ورحومة، تحثّنا رسالة “جميعنا إخوة” على السير على أرضية مشتركة للأخوّة الإنسانيّة. إنّ هذه الأرضيّة المشترَكة هي حقيقة قديمة، إنما يمكن أن تبدو جديدة في العالم الذي يحيط بنا، المغموس بالأنانيّة. يمكن للمؤمنين من تقاليد دينية مختلفة أن يساهموا في الأخوّة العالميّة حيث يعيشون”.
وتابع: “الله هو خالق كلّ شيء والجميع. نحن أعضاء عائلة واحدة ويجب أن نعترف بذلك. هنا يكمن المبدأ الأساسيّ الذي يقدّمه الإيمان لنمضي من التسامح البسيط إلى التعايش الأخويّ. إنّ الدعوة التي وجّهها البابا فرنسيس لمختلف الأديان، هي أن نكون بخدمة الأخوّة لصالح كلّ البشريّة. إنّ مسيرتنا المشتركة تفتحنا إلى نور وإبداع جديدين يتحدّيان أساس كلّ دين. يمكن أن تصبح الأخوّة نفسها دربًا للمعتقدات الدينية”.