على مر الزمن تمرمر أبناء الحقيقة و عانوا من القتل المادي و المعنوي خاصةً وواجهوا الكراهية و الكثير من السخرية …. أمور لا يمكن مكافحتها بالقتال بنفس ” السلاح” : فإن في هذا النضال خاصية الإحتفاظ بالشرف و الخير كخصال ؛
وحين يتسلح تشويه الحقيقة بقوة الإعلام و الإعلان و المال : يصبح الأمر مثل وباء ، يصيب الناس ويستمر في إصابة ملايين آخرين دون إستمهال ….
فهل من دواء لهذا الداء؟
في البحث عن الجواب كتبت يوماً بربارا كينغسولفر مستوحية من الميتولوجية الإغريقية : ” في قصة جيسون والبحارة اليونانيين، كان جيسون يواجه نوعًا من الأفاعي الذي عند ذبحه تقع جثته على الأرض لتصبح مميتة فإن كل من أسنانها تُنبت على الفور عدواً جديد ، مسلحاً بالكامل. لذلك في كل مرة يُقتل فيها العدو ، يتكاثر العدو. في استحالة وضعه و هو يتورط في المزيد من القتال، تقوم ميديا، وهي التي تحمل حباً لجيسون، بإسداء نصيحة: إن الكراهية لا تموت بهكذا مواجهة. يأخذ جيسون نصيحتها ، ويتخلى عن السلاح التقليدي، ويجد بدلاً من ذلك حيلة لإلقاء صخرة بطريقة خفية بحيث ينشغل فيها أعداؤه ببعضهم البعض. ثم تُظهر له ميديا لاحقًا طريقة لسكب إكسير الرضا في فم الأفاعي النائمة حتى يظلوا مسالمين. “
الكراهية تموت فقط من الداخل. لذلك يوصي الرب ألا نقابل الشر بالشر، فالنار لا تُخمد بالنار. ووسائل إنقاذ الحقيقة لا يمكن أن يمر بالأسلحة التقليدية إنما بالصبر و والحفاظ على قيمة المحبة و اللجوء الى الحكمة السماوية.
عشية عيد الأم الروحية – تريزا الأفيلية – المُصلحة و المضطهَدة من أجل الحقيقة، نذكر من رحم معاناتها الكلمات التي خطتها في هذا الإطار معلنة أن في النهاية للحقيقة الإنتصار:
” الحقيقة تتألم و لكن لا تموت أبداً ” !
و بهذه الثقة اليوم و نحن منكسري القلوب نعاني ما نعانيه من مضطهدي الحقيقة – لا نزال نصر على فرح تلك القيامة : التي مرت بظلام القبر و هزمته! نعم، قد تتألم الحقيقة ويتضرج الحق بالدماء و سيمر الحب في القبر و لكن لن يبقى هناك.
على مر العصور أعلن الشر أن الله مات مئات المرات و لكن فلنتشدد و بذهنية سماوية فلنتجدد لأن الحقيقة الساطعة هنا :
الحقيقة لا تموت أبدا !!!