“الجوع ليس مأساة، إنّه عار. وبوجه هذا الواقع، لا يمكننا البقاء بلا حراك. جميعنا مسؤولون”: مجدّداً، طلب البابا فرنسيس ضمن رسالة وجّهها لمنظّمة الفاو، خلق صندوق عالمي “لمحو الجوع” الذي يعاني منه 821 مليون شخص في العالم، باستعمال المال المخصّص للتسلّح، “ممّا قد يساهم أيضاً في تفادي العديد من الحروب وهجرة الكثير من الأفراد”. فكلّ يوم، يموت 25000 شخص من الجوع، من أصلهم عشرة آلاف ولد، بحسب منظّمة الأمم المتّحدة. ومراراً، شجب البابا فرنسيس فضيحة الجوع على أنّها “وباء آخر” يجب هزمه لكن لا أحد يتكلّم عنه.
وفي رسالته المسجّلة التي بُثَّت بعد ظهر الجمعة 16 تشرين الأول 2020، أي في اليوم العالميّ للغذاء، ولمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين على تأسيس الفاو (منظّمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتّحدة)، حيّى البابا فرنسيس الجهود المبذولة لإنقاذ حياة الناس والتي تقوم بها المنظّمة المذكورة، قائلاً إنّها “رسالة جميلة ومهمّة”.
وفي تفاصيل أخرى، وكما كتبت الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت، أشار الأب الأقدس إلى أنّ الأزمة الحاليّة تُظهر أنّه “من الضروريّ اللجوء إلى سياسات وأعمال حسّية لمحو الجوع في العالم. وعلى الرغم من الجهود المبذولة خلال السنوات الأخيرة، إنّ عدد الأشخاص الجياع يزداد، والوباء الحاليّ سيزيد الأرقام بعد”.
ثمّ طلب البابا في رسالته “اتّخاذ قرار شجاع، قرار تشكيل صندوق عالميّ للتغلّب نهائيّاً على الجوع وتعزيز التنمية في البلدان الأفقر”.
وأصرّ الحبر الأعظم على أنّه “لا يكفي إنتاج الغذاء، بل من المهمّ أيضاً السهر على أن تكون الأنظمة الغذائيّة مستدامة وأن تؤمّن غذاء صحياً يمكن للجميع شراءه”.
كما ودعا البابا إلى الإبداع وإلى “اعتماد حلول يمكنها تحويل الطريقة التي ننتج بها الأغذية ونتناولها لخير جماعاتنا وكوكبنا”.
وبالنسبة إلى الأب الأقدس، “من المهمّ دعم المبادرات المتّخذة في فترة الوباء، كمبادرات الفاو والصندوق الدولي للتنمية الزراعيّة… إنّه تحدّي الأزمة الإنسانيّة الذي يجب مواجهته في فترة مليئة بالتناقضات… إنّ مأساة الجوع سببها الأساسيّ توزيع غير عادل لمنتجات الأرض، ونضيف إليها قلّة الاستثمارات في القطاع الزراعيّ، ونتائج تغيّر المناخ وزيادة الصراعات في العديد من المناطق”.
كما وشجب البابا في كلمته “رمي أطنان من الغذاء”، متمنّياً أن يكون عمل الفاو مثمراً وأن “يساهم في عيشنا بكرامة واحترام وحبّ”.