لمناسبة شهر الوردية، أجرت وكالة زينيت مقابلة مع الممثّل والمخرج والمنتج إدواردو فيراستيغي، الذي هو أيضاً مُؤسِّس حركة Viva Mexico ومَن ينشر Rosary for the world (أو وردية للعالم) وهي مجموعة صلاة نشأت عبر شبكات التواصل الاجتماعي خلال فترة العزل.
وقد شرح فيراستيغي كيف أنّ مبادرة “وردية للعالم” أصبحت جماعة صلاة و”حركة حبّ”، داعياً إلى تلاوة مليون وردية للعذراء يوم الأحد المقبل في 25 تشرين الأول، كما كتبت الزميلة لاريسا لوبيز من القسم الإنكليزي في زينيت.
بدأ الأمر في 21 آذار الماضي، في قلب الوباء وفترة العزل، عندما دعا مخرج الأفلام من يتبعونه لتلاوة الوردية في اليوم التالي عبر الإنترنت، انطلاقاً مِن شبكاتهم الاجتماعيّة. ويقول فيراستيغي إنّها كانت “فكرة عفويّة ألهمه الله بها… بما أنّ الكنائس كانت مقفلة، حوّلنا منازلنا إلى بيوت صلاة”.
ومن المكان الذي يدعوه “زاوية غوادالوبي” في منزله، قرب صورة عذراء غوادالوبي مع إنجيل وصليب ومسبحة في يده، وَصَلت تلاوة الصلاة المريمية إلى 10 آلاف شخص على فايسبوك فقط.
ولمّا رأى المخرج ذلك، لم يتردّد في تكرار الأمر في اليوم التالي، وتتابع هذا يوماً بعد يوم حتّى الساعة، أي تقريباً بعد 7 أشهر، تمّت خلالها تلاوة 100 مليون مسبحة وردية.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ صلاة “وردية للعالم” تُبَثّ مباشرة على فايسبوك ويوتيوب وتويتر، وأحياناً على إنستاغرام. وتأمل المبادرة إضافة الصلاة بشكل مستمرّ على الموقع الأخير.
جماعة صلاة هائلة
إنّه اختبار جديد بالنسبة إلى الممثّل المكسيكي الذي يُقرّ أنّه على الرغم من تلاوته المسبحة طوال 16 سنة، لطالما فعل ذلك لوحده او ضمن مجموعة لا يتعدّى أفرادها الـ15. “لم أتخيّل يوماً أنّ جماعة الصلاة التي أصبحت “حركة حبّ” هي اليوم من أكبر مجموعات الصلاة في العالم… الله وحده يعلم كم شخصاً يصلّي معنا المسبحة، لكنّنا بالآلاف”.
ويضيف فيراستيغي قائلاً إنّ صلاة الورديّة على الإنترنت ساعدت الكثيرين الذين رأوها صدفة وتابعوا الالتزام بالصلاة، فيما آخرون كانوا قد توقّفوا منذ فترة عن تلاوة المسبحة، وبفضل البثّ المباشر، عاودوا الصلاة. “حصلت أمور إيجابيّة كثيرة خلال الأشهر الأخيرة مع العديد من الأشخاص المُنتَمين إلى أعمار مختلفة”.
25 تشرين الأول: مليون وردية
“خلال تشرين الأوّل، أي شهر الوردية، وامتناناً لأمّنا التي أعطتنا هذا السلاح القويّ الذي يوحّد مئات آلاف الأشخاص”، يدعو فيراستيغي الجميع ليقدّموا لها مليون مسبحة وردية يوم الأحد 25 تشرين الأول عند الساعة الواحدة، بحسب توقيت المكسيك، ويدعو أيضاً للصلاة على نيّة جميع المرضى الذين يُعانون من كوفيد 19، ومَن ماتوا، وكلّ العائلات التي فقدت أفراداً منها بسبب المرض؛ كما على نيّة من طالتهم هذه الأزمة الصحية والأزمة الاقتصادية والاجتماعية، ومَن يشعرون أنّهم لوحدهم ومَن فقدوا وظائفهم. ويدعو أيضاً للصلاة على نيّة التضامن وعلى نيّة الأجنّة الذين لم يولدوا وهم في خطر أن يتمّ إجهاضهم، ونيّة أمّهاتهم كي يُدافعنَ عن حياة أولادهنّ.
نشير هنا إلى أنّه بتاريخ 31 أيار 2020، أي يوم العنصرة، دعا فيراستيغي أيضاً إلى تلاوة مليون وردية، ولقيت دعوته نجاحاً في كلّ أنحاء العالم إذ اجتمع مسيحيّون عبر شبكات التواصل من المكسيك والأرجنتين إلى الولايات المتّحدة الأميركية وبولندا وإيطاليا وكولومبيا للصلاة معاً. وفي هذا اليوم، اقترح الممثّل الصلاة للعذراء لتتشفّع لدى ابنها “لأجل نهاية الوباء، والسلام في العالم ووحدة العائلات”.
المهمّ هو الصلاة
أشار فيراستيغي خلال المقابلة إلى أنّ “المهمّ هو الصلاة والتكلّم مع الله. نعرف أنّ العذراء تفعل العجائب عندما يُصلّي مؤمن بكلّ إيمان. إذاً، من المؤكّد أنّها ستفعل الكثير بصلاة مئات الآلاف الذين سيقرعون باب السماء”.
اقتراح ترامب
من ناحية أخرى، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخّراً فيراستيغي ليشارك في “اللجنة الاستشاريّة الخاصّة بمبادرة الملكيّة الإسبانيّة”. ويعتقد الممثّل أنّ هذه ستكون “فرصة رائعة للدخول إلى قلب مشاكل العالم وإحداث التغيير”.
بالنسبة إلى فيراستيغي، هناك “معارك” كثيرة والأهم هي الدفاع عن حياة مَن لم يولدوا بعد، بالإضافة إلى مكافحة الاتجار بالقاصرين وبضحايا الاعتداءات الجنسيّة، والدفاع عن الحرية الدينية.